ألقت الدكتورة فضيلة بوعمران، الأحد، محاضرة تحت عنوان "مساهمة التراث الطبي العربي الإسلامي في تحديث علومنا الطبية"، وذلك ضمن منبر "حوار الأفكار" الذي ينظمه المجلس الأعلى للغة العربية في فندق الأوراسي، حيث أكدت أن التنكر لتراثنا بمختلف مجالاته هو الذي يكرس تخلفنا وتبعيتنا وبخاصة في المجل العلمي. * قالت بوعمران إن العرب يرون في الوقوف عند التراث العربي مضيعة للوقت وهو من مؤشرات التدهور في المستوى العلمي للأمم، فالغرب أدرك أهمية التراكم المعرفي واهتم بجمع ما قدمته عقول الأجيال الأولى. واعتبرت الدكتورة بوعمران أن التنكر للتراث يعمل على تكريس التخلف الثقافي الذي ينتج التخلف الاقتصادي والاجتماعي ويولد أزمة الهوية والتنكر للذات، ما أثر حسبها على الإنسان العربي الذي أصبح يعيش عقدة التبعية للآخر ويدفع ضريبة التخلف، بدليل أن قائمة 800 أفضل الجامعات المصنفة اليوم دوليا لا تتضمن أي جامعة عربية بينما تتضمن جامعات عبرية أعادت الاعتبار للغتها و لتراثها. * وقالت المحاضرة إن الطب يمثل إحدى مساهمات الحضارة الإسلامية وهو إرث أثراه المسلمون وأوصلوه إلى العالم الأوروبي، الأمر الذي جعل الغربيين يحاولون ربط كل ما جاء عن العرب بالحضارة اليونانية للتعتيم على المنجز الحضاري الإسلامي. * وفي تصريح للشروق قال الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية: »من الواجب علينا توطين المعرفة وتحرير العقول عن طريق استيعاب التراكم العلمي في العلوم والتكنولوجيا الحديثة وتوفير الشروط لإنتاج هذه المعرفة بلغة عربية بناء على متطلبات المجتمع الجزائري، للتأكيد على أن التقدم والحضارة ليسا حكرا على منطقة جغرافية معينة وعصر دون آخر«، معتبرا أن جهود الأطباء العرب كانت مفتاحا للنهضة الأوروبية، ومؤكدا على أهمية إنشاء جامعات لتدريس العلوم والطب في جامعاتنا كجزء من المنهج الدراسي الذي اقترحه على وزارة الصحة سابقا.