دعت الاستاذة الدكتورة فضيلة بوعمران، الخبيرة في مجال الطب الباطني واستاذة الطب العربي بجامعة الجزائر، السلطات العليا في البلاد بالاضافة للدول العربية كافة بضرورة طبع والاعتناء بما هو متبقي من المخطوطات العربية التي تختص بالطب العربي والتي أوصلت الحضارة الغربية الى ماهي عليه اليوم، وفي نفس الاطار أكد الاستاذ الدكتور قماري ان الحضارة لاجنس لها وانه من الضروري اعادة الدفع باللغة العربية كونها حققت وسبقت غيرها في الوصول الى امهات الاختراعات والنجاح في البحوث. وفي هذا المسعى، نظم المجلس الاعلى للغة العربية ليلة امس الاول، محاضرة بفندق الاوراسي عنوانها '' مساهمة التراث الطبي العربي الاسلامي في تحديث علومنا الطبية''، حضرها الدكتور محمد العربي ولد الخليفة، والاستاذ والوجه التاريخي للثورة الجزائرية عبد الحميد مهري، حيث التقت '' الحوار'' بكل من المحاضرة الاستاذة الدكتورة فضيلة بوعمران والاستاذ الدكتور محمد قماري والذي نشط المحاضرة فكان هذا الحديث معهما: الدكتورة بوعمران: ندعو إلى تأسيس هيئة لحماية المخطوطات للابقاء عليها شددت الدكتورة فضيلة بوعمران على اهمية الحضارة العربية في كسب العلوم، فقد اكدت ان الطب في ما سبق كان مرتبطا فقط بالسحر والشعوذة، ولم يصبح علما الا مع الاطباء العرب وهذا باعتراف الاطباء الاروبيين، مشيرة أن للاسلام دورا كبيرا وحضاريا في هذا الجانب، مستندة للايات الكريمة ''.. فتدبروا يا اولوا الالباب..'' و''...يامعشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان..''، مشيرة أيضا أن الاطباء المسلمين وصلوا الى غاية تطوير علم التشريح مع التأكيد على احترام الانسان سواء اكان حيا ام ميتا . وكانت الدكتورة بوعمران قد اثنت على كل الميادين التي ساهم فيها الاطباء العرب كالجراحة مع العالم الاندلسي ابو القاسم الزهراوي في قرطبة، الذي عاش في القرن ال11 الميلادي . الى ذلك اكدت ان المشكل الحالي موجود في المخطوطات الغير المطبوعة والتي لاتتناقل معلوماتها -حسب المتحدثة- والتعامل بها في مجال البحث، لذلك تدعو الى قيام الدولة من خلال الهيئات الرسمية كالجامعات ومراكز البحوث للقيام بهذا الدور مثلما هو حاصل في المملكة المغربية، حيث تسهل العملية فيما بعد على المترجمين والباحثين في علوم الطب. الاستاذ الدكتور قماري: علينا قطع الطرق على من يحاولون توسيع الهوة بين تراث الامة والأجيال الحاضرة من جانب اخر، قال الدكتور والكاتب الصحفي الاستاذ الدكتور محمد قماري ان الطب العربي يهمش من طرف الاخرين و يساق ضمن التاريخ الانساني الا كمحطة ثانوية، مبرزا ان الاهمية من خلال التعرض لهذا الجانب هو من حيث التأكيد ان الحضارة لاجنس لها وليست معطى حضاري اوصناعة أروبية فقط، متسائلا بالتعجب عن اقتران العلم والعلوم بدأ من الحضارة اليونانية ووضع الحضارة العربية الاسلامية بين قوسين اثنين; وشدد محدثنا ان الرغبة -اليوم- تركز على مجالين: الاول مقترن بالمجال التقني التجريبي، والثاني متعلق بكل ماله علاقة بالتنظير للانسان والعلاقات بين الناس. واستنكر المتحدث الحرب القائمة على اللغة العربية لقطع الطرق امامها مع الاجيال الحاضرة عن تراثها، مبرزا ومستشهدا بامهات الكتب مثل كتاب '' القانون '' لابن سينا والذي أكد التدريس به الى غاية القرن 18 في الجامعات الفرنسية من طرف العالم والجراح الشهير '' اندري باري'' وكتب الادريسي و ابن زهر وغيرهما ، داعيا الكل للخروج من الواقع البائس.