تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي حتى الآن، موجة من الاحتجاجات والعمليات الفدائية تستهدف الاحتلال الإسرائيلي، تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات دهس وطعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين في القدسوالضفة الغربية وحتى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، ووصفت بالانتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس، وكذلك سُميت انتفاضة السكاكين. مؤخراً برزت عدة عمليات ضد الاحتلال تبدو إنها أكثر تنظيماً ودقة، ولم تستطع سلطات الاحتلال من إلقاء القبض على منفذيها، الأولى تمثلت في إطلاق نار في تل أبيب والثانية تبدو أكثر تعقيداً، حيث إنها عبارة عن عمليات قنص متكررة تستهدف الجنود الإسرائيليين في الخليل جنوبي الضفة الغربيةالمحتلة.
عملية تل أبيب في الفترة الأخيرة، شهدت الانتفاضة الفلسطينية تطوراً مهماً، تمثل في تنفيذ عملية إطلاق نار جريئة وسط تل أبيب، الجمعة، 1 جانفي 2016، أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين على الأقل، قبل أن يلوذ منفذها بالفرار. وأظهرت كاميرا أمنية المهاجم، الذي بدا في أواخر العشرينيات، وهو يرتدي نظارة واقية وسترة ثقيلة ويتفقد فاكهة مجففة في متجر للأغذية الصحية بشارع ديزنجوف، ثم أخرج مسدساً آلياً من حقيبة الظهر ووقف على الرصيف وبدأ في إطلاق النار بشكل مكثف. وكشفت سلطات الاحتلال، عن منفذ عملية تل أبيب وقالت إنه عربي يُدعى نشأت محمد علي ملحم يحمل الهوية الإسرائيلية، من سكان وادي عارة في شمال "إسرائيل" (منطقة المثلث الشمالي في الداخل الفلسطيني "أراضي 48"). واقتحمت قوات خاصة منزل الشاب نشأت محمد علي ملحم (29 عاماً) من وادي عارة دون أن تتمكن من اعتقاله. وأثارت العملية صدمة لدى سلطات الاحتلال، حيث استخدم منفذ عملية تل أبيب سلاحاً نارياً، وهو أسلوب جديد في عمل الهجمات ضد الاحتلال. وأشار خبير عسكري إسرائيلي إلى "الطريقة الاحترافية" في تنفيذ العملية ووصفها بالأمر اللافت، باعتبار أن المنفذ تعمد عدم حمل هاتف خلوي معه، حتى لا يتم تعقبه من خلاله، وهو ما يعني أن العملية من بدايتها حتى نهايتها خضعت لتخطيط دقيق مسبق، وأن المنفذ عرف من البداية ما هو مقدم عليه، من خلال إبدائه برودة أعصاب غير معهودة على منفذي عمليات سابقين. موقع عملية إطلاق النار تل أبيب - 1 جانفي 2016
قناص الخليل أثار قناص فلسطيني في الخليل، الرعب في صفوف الجنود الإسرائيليين، فقد سبق له أن قام بثلاث عمليات إطلاق نار، أسفرت إحداها عن مقتل جندي إسرائيلي، كما أصيب جنديان، مساء الأحد، 3 جانفي 2016، بإطلاق نار في عمليتين منفصلتين. وقال موقع ويللا الإخباري الإسرائيلي، إن جنود الاحتلال ما زالوا موجودين على قائمة أهداف من يوصف ب "قناص الخليل" في الضفة الغربية، وإن الجيش الإسرائيلي ينتظر منه أن يخطئ الخطأ الأول. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها قادة جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، لكن "قناص الخليل" لا يترك خلفه آثاراً تساعد في تعقبه وملاحقته. وأضاف موقع ويللا، أن شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية تواصل إشادتها بمنفذ عمليات القنص ضد الجنود الإسرائيليين، بينما يواجه الجيش و"الشاباك" صعوبات في وضع يدهم عليه، وهو ما بات يشكل تهديداً على المستوطنين اليهود في مدينة الخليل. ويُجري الخبراء الأمنيون في "إسرائيل"، "حرب أدمغة" للقبض على "قناص الخليل"، وهم بانتظار أن يرتكب الخطأ الأول. وأشار ذلك الموقع الإخباري إلى أن قائد كتيبة يهودا "ياريف بن عزرا"، أصدر قراراً، في ضوء تزايد عمليات القنص بالاستيلاء على عدد من المباني العربية في الخليل بحيث تكون مطلة على الحرم الإبراهيمي، في وقت عزز جيش الاحتلال قواته داخل الأحياء العربية في الخليل، وأجرى عمليات تمشيط في محاولة للعثور على القناص الذي يُتوقع أنه يعمل من داخل حي أبو سنينة، ولكن دون جدوى. وخشية التعرض لعمليات قنص أخرى، اعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل الفلسطينية، في ظل ما تسببت به هجمات الطعن من تناسي عمليات إطلاق النار لبعض الوقت. ويتخوّف الاحتلال من عسكرة الانتفاضة التي بدأت بحجر ثم انتقلت إلى سكّين فدهسٍ فرصاص، ويسارع الخبراء الأمنيون في الموساد وغيره إلى تدارك الوضع قبل أن تنفلت الأمور إلى ما لا تتمنّاه الدولة الغاصبة. جنود الاحتلال في موقع قنص مجندة إسرائيلي في الخليل - 3 جانفي 2016