مقر الهلال الاحمر الجزائري بغرداية تنقل صباح السبت، رئيس الهلال الأحمر الجزائري إلى المناطق المنكوبة بولاية غرداية لمعاينة مخطط توزيع الإعانات والمساعدات الإنسانية تنفيذا لتعليمات وزير الداخلية، الذي كان قد أوكل مهمة توزيع الإعانات على المنكوبين الى الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية تحت إشراف والي ولاية غرداية. * * تحديد شروط توزيع الخيم لقطع الطريق أمام انتهازيي النكبة وتجار الكوارث * * وقال الدكتور زرقون حاج سماعيل عضو المكتب الوطني ورئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بغرداية، إنه وصلت كمية كبيرة من المساعدات المختلفة وقد تم تشكيل 17 لجنة تابعة للهلال الأحمر الجزائري تتكفل بتفريغ الحمولات وتحويلها الى نقاط التوزيع، منها لجان بني يزقن، بنورة، العطف. وأضاف في لقاء ب"الشروق اليومي" بمكتبه، أنه تم فتح 8 نقاط توزيع على مستوى بلدية غرداية "وانطلقت العملية التي تسير في ظروف منظمة وحسنة"، وشدد على أن الأولوية تكمن في إيصال الإعانات لمن وصفهم بفئة "الضعفاء" الذين يظلون بحاجة ماسة للأغطية والطعام، ووجه نداء الى جميع المنكوبين للاتصال بهذه اللجان للتسجيل في قائمة المستفيدين وتم تكليف أكثر من 15 لجنة حي للقيام بعملية جرد العائلات المنكوبة لإنجاح العملية التضامنية. * وكانت مصالح ولاية غرداية قد اتصلت باللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري مباشرة بعد تشكيل خلية أزمة للانضمام إليها ليتم بموجبها فتح مداومة على مستوى المقر لاستقبال المساعدات، وتحول المكتب عند تنقلنا إليه الى "خلية نحل" بعد توافد عدد كبير من المحسنين لإيداع مساعدات تتمثل في أغطية ومواد غذائية وحتى فواكه من تمور وعنب وكان هؤلاء يستفسرون عن نوع الإعانات استنادا الى حاجيات المنكوبين الذين قال إن أكثر المتضررين منهم من سكان المناطق الواقعة على ضفاف وادي ميزاب والبنايات المصنوعة بالطوب التي انهارت كلية، مؤكدا "كل اللجان مجندة للإعانة الفورية والمستعجلة لهؤلاء". * وأشار الدكتور زرقون إلى أن الهلال الأحمر الجزائري يستقبل كل أنواع المساعدات ويشرف على توزيعها باستثناء الخيم، حيث قال "تصلنا فعلا كميات من الخيم التي نقوم بتحويلها الى خلية الأزمة، لأن الاستفادة من خيمة هو الطريق للاستفادة من سكن مستقبلا"، وأكد أن التجارب الماضية أثبتت تغلغل انتهازيين وسط المنكوبين الحقيقيين. * ولفت الدكتور زرقون الانتباه الى ضرورة تفريغ الأقبية في المساكن المتضررة، حيث توجد في أغلب المساكن أقبية تلجأ إليها العائلات في فترة الصيف وأخرى أصبحت تقيم بها بصفة دائمة، مشددا على أن الخطر يكمن في هذه الأقبية المغمورة بالمياه لإجلاء المنكوبين وفتح المسالك لإيصال المساعدات إليهم. * ودعا الى ضرورة تكثيف عمليات تفريغ المياه الموجودة بالأقبية على خلفية أنها تتطلب جهودا ووقتا، مشيرا في هذا السياق الى أن عملية الإجلاء خلال فيضانات 1991 التي اجتاحت مدينة غرداية استغرقت حوالي 10 أيام "وبالنظر الى حجم الكارثة، فإن العملية ستدوم أياما عديدة". وأدرج الدكتور زرقون كارثة الأربعاء ضمن "الأولى من نوعها منذ قرون"، حيث سجل فيضان وادي ميزاب في سنوات سابقة وأيضا سد بني يزقن الذي لم يفض منذ 3 سنوات، إذ لم يخلف خسائر بحجم سيول عيد الفطر.