لازالت المساعدات الموجهة لمنكوبي غرداية متواصلة قادمة من مختلف ولايات الوطن لاعانة المتضررين من الفيضان الأخيرالذي ضرب مناطق عديدة من الولاية، وقد نقلت هذه المساعدات العينية الى المركب الرياضي بالنومرات، حيث يتم من هناك توزيعها على البلديات والأحياء المتضررة ، وتتمثل هذه المساعدات الى حد الساعة في أكثر من 400 طن من المواد الغذائية وقارورات المياه المعدنية الى جانب المساعدات التي ساهمت بها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتي تتمثل في 200 ألف وحدة من الأغطية وأكثر من ألف خيمة وثلاث مخبزات متنقلة لصناعة الخبز، الذي يوزع على المنكوبين و 50 مولدا كهربائيا ومحطة لمعالجة وانتاج المياه الصالحة للشرب. وقد شهدت عملية توزيع المساعدات في بداية الأمرخللا واضحا خاصة في بلدية غرداية المترامية الأطراف وكثرة الأحياء المنكوبة ، وسارع مسؤولوالهلال الأحمر الجزائري الى التنسيق مع المجلس الشعبي البلدي وخلية الأزمة بالولاية لمعالجة المشكلة من خلال تقسيم البلدية الى ثماني مقاطعات يتولى مسؤولية كل مقاطعة نائب من البلدية وأعضاء من الهلال الأحمر. وأشار رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر بغرداية ل » المساء« ان عدة لجان من ولايات أخرى مدعمة بعدد من الأعوان والمسعفين قدموا الى غرداية لمساعدة اخوانهم والوقوف الى جانب ضحايا الفيضانات من خلال المساعدة في توزيع الاعانات واجلاء المصابين وتقديم الاسعافات. ويتوقع مصدرنا ان يؤدي تقسيم البلدية الى مقاطعات الى ايصال المعونات بسرعة الى المكوبين، الذين ينتظرون منذ الساعات الأولى من الفيضانات وصول الماء والغذاء والدواء. وعكس بلدية غرداية ، تسير عملية توزيع المساعدات بالبلديات الأخرى المتضررة بشكل أفضل خاصة ببلدية العطف ، حيث تتهيكل الحركة الجمعوية بشكل منظم ساعد على توزيع الاعانات دون تأخير. واذا كانت هذه الفيضانات الجارفة قد خلفت ضحايا ومئات المنكوبين وخسائر مادية جسيمة، فانه في المقابل أحيا في نفوس المواطنين بغرداية روحا تضامنية رائعة ، حيث تحمل متطوعون كل الصعاب والمشقات وخاطروا بحياتهم من أجل انقاذ ضحايا وتقديم يد العون لهم. وشاهدنا منذ اللحظات الاولى للكارثة ان عمليات الانقاذ رغم قساوتها وصعوبتها فانها حملت معها صورا جميلة للتضامن والتكافل والتضحية بالنفس ، من أجل انقاذ عجوز اوطفل اوعائلة بأكملها غمرتها الأوحال ، أو كانت على وشك الغرق. لقد مست مظاهر التضامن والتكافل كل غرداية بكل مكوناتها، حيث انتشرت هذه الأيام الصدقات العينية بين السكان من خبز "مطلوع" وطعام الكسكسي وملابس وأدوية، واستقبلت الكثير من المنازل التي سلمت من الفيضانات عائلات متضررة ريثما تتهيأ لهم ظروف أفضل. من ناحية أخرى وفي إطار بسط الأمن والنظام بالمناطق المتضررة لاحظنا انتشارا مكثف لقوات الأمن بمختلف أسلاكها عبر النقاط الحساسة من مدينة غرداية من أجل صد كافة أشكال السرقات التي قد تتعرض لها بعض الممتلكات العامة والمحلات التجارية. كما تعمل على تسهيل حركة المرور عبر محاور الطرق الحضرية وتسهيل إسعاف المنكوبين. في هذه الاثناء لازالت الحركة التجارية شبه راكدة بسبب غمر المياه لبعض المحلات ومشاركة التجار في عملية إنقاذ، وقد تم فتح المحلات المتخصصة في المواد الغذائية. وتواصل مختلف مصالح القطاعات بشكل حثيث أشغال إصلاح الأعطاب والأضرار، التي تعرضت لها مختلف الشبكات من كهرباء وغاز واتصالات وطرقات ومياه وتطهير وذلك عبر الأحياء المتضررة من الولاية. وقد ساعد تحسن الأحوال الجوية عى فتح الطرقات وإصلاح التيار الكهربائي وإعادة التزويد بالغاز مع اتخاذ كافة الاحنياطات الضرورية لتفادي وقوع حوادث وربط معظم الأحياء بالماءة مع إعادة ربط الاتصالات الهاتفية، بينما لا زالت الأشغال في مرحلتها الأولية بحي الغابة بواحة غرداية المنطقة الأكثر تضررا، حيث لا زال من الصعب الدخول إلى أزقتها وشوارعها التي غمرتها الأوحال . من جانبها اتخذت مصالح الصحة بالولاية إجراءات صحية ووقائية عاجلة تفاديا لانتشار الأوبئة نتيجة انتشار الأوحال والتلوث المحتمل في مياه الشرب، كما شرعت تم الشروع منذ أول أمس في تلقيح المنكوبين منهم الأطفال خاصة بلقاحات ضد التيتانوس والدفتيريا والبوحمرون، كما بدأت عملية تقييم الخسائر وجرد الممتلكات التي مستها الأضرار من قبل 70 منهدس معماري من غرداية ومن الولايات المجاورة.