عاد سيناريو حرب الشوارع مجددا إلى حي 5 جويلية المعروف ب "مقينقات" ببلدية الأربعاء في البليدة، بعد ما عرف هدوءا نسبيا في الأسابيع الماضية، حيث شهد ليلة الجمعة الماضية مواجهات دامية وعنيفة بين المرحلين الجدد من العاصمة وسكان حي بني زرمان المجاور. وبدأت المشاداة بملاسنات كلامية وانتهت بحرب استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة والألعاب النارية والمولوتوف، ما أدى إلى وقوع جرحى من الطرفين وحرق وتحطيم بعض السيارات المركونة بالحي، ما استلزم تدخل قوات مكافحة الشغب. "الشروق" تنقلت إلى حي 5 جويلية الذي تحول إلى ساحة حرب حقيقية، والتقت ببعض السكان الذين أكدوا أنهم لغاية الساعة لم يعرفوا الدافع الحقيقي من وراء المشادة العنيفة التي شهدها حيهم ليلة الجمعة الماضية، ليؤكد واحد منهم، أن البداية كانت منذ نحو 10 أيام، أين وقع خلاف طفيف بين شباب حي بني زرمان وفئة أخرى من شباب العائلات المرحلة حديثا من العاصمة إلى حي 5 جويلية، قبل أن تتطور الأمور وتتسع دائرة الخلاف بعد إقدام أطراف مجهولة على الاعتداء على شابين ينحدران من حي بني زرمان بالسلاح الأبيض وإصابتهما بجروح وصفت بالخطيرة، ليختلط الحابل بالنابل، وتندلع حرب حقيقية في حدود الساعة الثامنة مساء بين الطرفين استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء والألعاب النارية والحجارة والمولوتوف، ما تسبب في وقوع جرحى وحرق وتحطيم 3 سيارات كانت مركونة بالحي، إلى غاية تدخل مصالح الدرك الوطني وقوات مكافحة الشغب التي باشرت في إطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفرقة المتشاجرين وإلقاء القبض على البعض منهم، ليهدأ العنف المخيف في حدود منتصف الليل بعد ما عاش سكانه ليلة رعب حقيقية وسط صراخ النسوة المصدومات، وإسراع أصحاب السيارات التي كانت مركونة بالساحة إلى إبعادها، خاصة بعد تحطيم وحرق البعض منها، وتحولت الأرضية المعبدة إلى أكوام من الحجارة والزجاج المتناثر هنا وهناك، خاصة أن هذه المواجهة ليست الأولى من نوعها، حيث عرف الحي عدة مناوشات ومشادات دامية خلفت سقوط عشرات الجرحى وألحقت أضرارا جسيمة بممتلكات السكان. تجدر الإشارة إلى أن حرب العصابات في أحياء ومدن ولاية البليدة شهدت تطورا خطيرا، خاصة في الأحياء الجديدة التي استقطبت المرحلين الجدد، والتي عرفت مناوشات عنيفة كانت سببا في وقوع العديد من الضحايا والجرحى، على غرار ما شهده حي سيدي حماد ببلدية مفتاح وسيدي المدني ببلدية الشفة وحي 5 جويلية بالأربعاء.