داهمت الشرطة الألمانية في مدينة دوسلدورف، مساء السبت الماضي، "الحي المغاربي" وألقت القبض على عشرات المشتبه بهم خلال عملية التفتيش. وذكر موقع "دي دبليو"، أن الشرطة الألمانية في مدينة دوسلدورف شنت حملة مداهمات في الحي المعروف باسم "الحي المغاربي" بالمدينة وألقت القبض على 40 رجلا من شمال إفريقيا للاشتباه في إقامتهم بصورة غير مشروعة في البلاد. وأضاف المصدر، أنه في تحليل أولي لحملة المداهمات التي استغرقت ست ساعات، قالت الشرطة إنها تجري مراجعة لأوراق نحو 300 شخص. وشارك في الحملة أكثر من 300 شرطي في الحي المحيط بمحطة القطار في مدينة دوسلدورف والذي وردت تقارير بشأن كونه مأوى للعصابات وجرائم السرقة والمخدرات. وأغلب المشتبه بهم ينحدرون من شمال إفريقيا، الأمر الذي انصب معه الاهتمام على حي تقطنه غالبية من الجالية المغاربية من بينهم جزائريين. وبررت الشرطة حملة المداهمة بأنها جرى التخطيط لها في العام الماضي وليس لها أي علاقة بأحداث الاعتداءات الجماعية التي وقعت في مدينة كولونيا المجاورة ليلة رأس السنة. وفي الوقت نفسه، قال رئيس الحملة إن شرطة دوسلدورف "تضع في اعتبارها إمكانية العثور على شواهد يمكنها أن تدفع سير التحقيقات التي يقوم بها الزملاء في كولونيا". وكانت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية في عددها الصادر الأحد، قد ذكرت أن السلطات الألمانية تعتزم اعتماد خطة جديدة في التعامل مع الرعايا الأجانب المقيمين على أراضيها، حيث يخطط الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التعامل مع الجزائريين والمغاربة مثلما يتعامل مع طالبي اللجوء القادمين من المواطن الآمنة وبالتالي إيوائهم في مراكز الترحيل. وهو ما ذهب إليه رئيس الحزب الاشتراكي، زيغمار غابرييل، حليف ميركل في الحكومة، حين قال "إن ذلك ليس بالأمر الجديد، وقال غابرييل لدى افتتاح اجتماع لقيادة حزبه الأحد إن الحديث عن اللاجئين القادمين من المغرب والجزائر "ليس جديدا لقد ناقشناه منذ مدة طويلة. يجب علينا الالتزام بما اتفقنا عليه بدل أن نطرح كل يوم فكرة جديدة". ودعا نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد زيغمار غابرييل، الجزائر إلى استعادة مواطنيها من الأراضي الألمانية الذين لم يوافق على طلباتهم ولم يمنحوا صفة لاجئين. وقال غابرييل في تصريح تلفزيوني: "ألمانيا مستعدة بسرور لتقديم مساعدات اقتصادية لهذه الدول، لكن فقط إذا أظهرت حكوماتها العدل وسمحت بالتنقل على أراضيها للمواطنين الذين لا يملكون الحق في اللجوء السياسي لدينا". وأضاف المسؤول الألماني: "لا يجب حصول (هذه الدول) ببساطة على المساعدة وفي نفس الوقت عدم استقبال مواطنيها العائدين إليها الذين لا يستطيعون الحصول على ملجأ لأنهم ليس لديهم سبب للهروب من بلادهم". وكانت وزارات الداخلية في الولايات الألمانية قد اتهمت دولاً في شمال أفريقيا بعدم التعاون في إجراءات ترحيل اللاجئين، وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها الصادر السبت استناداً إلى مذكرة داخلية للوزارات، أنه حتى نهاية وجويلية، صدر بحق 5500 جزائري ومغربي وتونسي قرارات بالترحيل، إلا أن السلطات لم تتمكن من ترحيل أكثر من 53 فرداً منهم إلى أوطانهم في النصف الأول من عام 2015.