رأت مصادر دبلوماسية غربية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صارت أقرب من أي وقت مضى لتغيير القانون، بحيث يصبح من السهل ترحيل المهاجرين الذين يرتكبون جرائم. وقالت المصادر إن موقف الحكومة الألمانية بتشديد قوانين اللجوء جاء غداة الجدل الذي أثارته واقعة التحرش الجماعي، التي شهدتها مدينة كولونيا خلال احتفالات ليلة رأس السنة. وأعلنت السلطات الألمانية أن نحو نصف المتهمين بالاعتداء على النساء، في مدينة كولونيا هم من طالبي اللجوء السياسي. وفي هذه الأثناء، قالت الشرطة إن عدد الشكاوى المقدمة عن حالات اعتداء في المدينة قد ارتفع. وسمحت المانيا بدخول اكثر من مليون لاجئ ومهاجر خلال العام الماضي. عشرات الشكاوى وذكرت وسائل إعلامية ألمانية، أن الشرطة بمدينتي كولونيا وهامبورغ، تلقت العشرات من الشكاوى، حول تعرض نساء وفتيات لمضايقات وتحرش واعتداءات جنسية وسرقة، ليلة 31 ديسمبر الماضي، أثناء الاحتفال برأس السنة الجديدة، في الميدان المقابل لمحطة كولونيا الرئيسية، حيث وجهن الاتهام لعدد من اللاجئين. يذكر أنه، وفقًا للقوانين الألمانية الحالية، يمكن ترحيل طالبي اللجوء إذا حكموا بالسجن ثلاث سنوات على الأقل، ولم تكن حياتهم عرضة للخطر في حال إعادتهم لبلادهم. مظاهرات وأدت الجرائم إلى تنحي رئيس شرطة المدينة عن منصبه، كما أثارت غضبًا شديدًا وصدمة لدى الالمان. كما أدت الاعتداءات إلى نقاشات محتدمة بشأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها ألمانيا في استقبال اللاجئين. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين من حركة (بيغدا) المناهضة للمهاجرين والأجانب، بعد أن ألقيت الزجاجات الفارغة والألعاب النارية على الشرطة. ونظمت السبت أيضًا مظاهرات لناشطات الحركة النسوية احتجاجًا على العنف ضد النساء، كذلك نظمت مظاهرة يسارية مضادة لمظاهرة حركة بيغدا. حزب ميركل وإلى ذلك، أشار بيان صادر عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عقب اجتماع قيادته في مدينة ماينس، إلى ضرورة خفض عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا. وطالب البيان برفع العوائق أمام إعادة اللاجئين المتورطين بجرائم، والأشخاص الذين تُرفض طلباتهم في اللجوء. ولفت البيان إلى ضرورة تدقيق الشرطة للوثائق الشخصية حتى في حالات عدم وجود أي خطر، مطالباً بمنح الشرطة. وأكد البيان على ضرورة مشاركة الأشخاص الذين تقبل طلبات لجوئهم في الفعاليات التي تنظم من أجل اندماجهم بالمجتمع. وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وصفت حادثة التحرش الجماعي، التي شهدتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة، خلال كلمة لها في ختام الاجتماع المذكور، ب "المثيرة للاشمئزاز"، مؤكدة حاجة بلادها إلى قوانين أكثر صرامة في ما يتعلق باللجوء.