طالب المتدخلون في اللقاء التكريمي الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية مشعل الشهيد، أمس الأول، للشيخ أحمد حماني، الرئيس الأسبق للمجلس، بضرورة إطلاق اسمه على إحدى الجامعات الكبيرة. كما أبدى أصدقاء الشيخ استياءهم من "تسمية شارع بأكمله في العاصمة باسم الشاعر أبو نواس المعروف بعشقه للخمر". استعاد الحضور مآثر الشيخ واستذكروا مواقفه الراسخة، حيث استعرض محمد الصغير بلعلام محطات هامة من حياة الشيخ الفكرية والنضالية، مبينا تأثيره في دمج النهج الاشتراكي ضمن خط جمعية العلماء المسلمين التي انخرط فيها بعد أن أتم حفظ القرآن في زاوية سيدي امحمد النجار، ثم انخراطه في سلك طلبة الشيخ عبد الحميد بن باديس. وتحدث بلعلام بإسهاب عن تمكن الشيخ من زمام الكتابة والتنظير الذي غالبا ما كان يقوده نحو مواجهة أطراف معادية لمبادئ الإسلام، مثل الشيوعي اليوغسلافي الذي واجهه بالحجة الدامغة، كما استعرض أهم الفتاوى التي أطلقها الشيخ ونتجت عنها ردود أفعال مضادة، كفتوى التبني سنة 1973 وفتوى تحريمه نوعا من "البيرا" التي تم تسويقها إلى الجزائر وبيعها على أساس أن جرعة الكحول قليلة فيها، إلا أن الشيخ رفض تسويقها وشربها على الإطلاق، ومورست عليه ضغوط ولم يتراجع عن فتواه. وتحدث محمد المكركب عن أهم صفات الشيخ، كحبه للإسلام والعربية والوطن، وحرصه على الدقة والأمانة العلمية في الإفتاء على المذهب المالكي، معتبرا أنه كان وسطيا في دينه ومعتدلا ومتواضعا، كما توقف عند محطات من حياة الشيخ المجاهد، سيما انخراطه كعضو عامل في جمعية العلماء المسلمين وحفظه للقرآن ثم كتابته في مجلة "الشهاب" ثم "البصائر"، وانتخابه أمينا عاما لجمعية الطلبة الجزائريين في تونس وتفوقه في الدراسة، كما توقف المتحدث عند سجن الشيخ وتعذيبه من قبل سلطات الاحتلال. وفي تدخل له، طالب الشيخ محمد الهادي الحسني بتغيير اسم شارع أبو نواس المعروف بشاعر الخمر إلى شارع أحمد حماني، تخليدا لاسم الشيخ الجليل، إلا أن أحد المتدخلين رد على هذه النقطة بالقول إن الأولى أن يطلق اسم الشيخ على مؤسسة علمية أو جامعية كبيرة تليق بمقامه. وتواصل النقاش بشهادات من عرفوه، كالشيخ محمد الطاهر آيت علجت والشيخ عبد الرحمن شيبان اللذين قالا إنهما عرفا حماني محققا ووطنيا ومحبا، ورعا في دينه وزاهدا في الدنيا.