كرم المجلس الإسلامي الأعلى أول أمس بالتنسيق مع جمعية ''مشعل الشهيد'' المرحوم المجاهد أحمد حماني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمعلم، وذلك عرفانا وتقديرا لما قدمه للتربية والتعليم والإسلام أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال. أشار رئيس جمعية ''مشعل الشهيد'' محمد عباد إلى أن تكريم الجمعية للمجاهد أحمد حماني تعتبر الثالثة من نوعها حيث سبق وأن كرمت الجمعية كل من الشيخ الطاهر أيت علجات وعبد الرحمن شيبان، مؤكدا أن هدف الجمعية هو عرفان وتقدير لرموز الثورة التحريرية والحركة الوطنية . شهد اللقاء حضور العديد من الشخصيات التي عرفت الفقيد وقدمت شهاداتها، ومن هؤلاء الشيخ محمد الصغير بلعلام الذي ركز على مواقف الشيخ من القضايا إلى المجتمع الجزائري بعد الاستقلال، فذكر فتوى أحمد حماني رحمه الله بخصوص قضايا تنظيم الأسرة، وهي الفتوى الذي أعاد نشرها في التسعينيات، كما ذكر بالفتوى الخاصة بوضع تقويم لحساب السنوات الهجرية والتي تبناها العلماء المسلمين في إحدى اجتماعاتهم، وأصدروا توصية بخصوصها، وفتوى بخصوص عدم سماحه بدخول النبيذ الخالي من الكحول، إلى جانب إصداره لفتوى تجيز صوم شارب الخمر إذا عاد إلى وعيه قبل أذان الإمساك، وهي الفتوى التي جعلت الجرائد تكتب أن أحمد حماني يحلل شرب الخمور كتحريف لفتواه، وختم بلعلام كلمته وشهاداته بذكر موقف حماني من التوسل إلى الله من خلال الأضرحة والمشعوذين، حيث أكد أن الصحيح هو التوسل إلى الله وحده . وأعطى الشيخ مكركب نبذة عن حياة الشيخ المرحوم منذ مولده حتى وفاته، حيث ذكر توليه للعديد من المناصب ضمن جمعية العلماء وهياكل الثورة الجزائرية، ومرحلة ما بعد الاستقلال، والتي ختمها بتولي رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى عام 1972 وعمله على إعادة تأسيس جمعية العلماء المسلمين عام ,1998 وذكر أهم أعمال أحمد حماني الفكرية الإصلاحية الجليلة والمتمثلة في كتاب ''الإحرام'' لقاصدي بيت الله الحرام و''صراع بين البدعة والسنة''، مشيرا إلى أنه كان من الشخصيات الذين يعملون كثيرا ولا يؤلفون إلا القليل، وفي الأخير تكلم عن أهم السمات التي يتصف بها الفقيد وهي التواضع، حبه للإسلام واللغة والوطن، إذ أنه كان وسطيا معتدلا يدعو إلى الاعتدال، بالإضافة إلى حرصه الشديد على الدقة والأمانة العلمية والإفتاء . كما دعا الأستاذ أحمد الهادي الحسيني إلى إطلاق اسم الشيخ أحمد حماني على شارع أبي نواس بحيدرة، وهي الدعوة التي قابلها البعض بالرفض كون اسم حماني أكبر من ذلك بكثير. ورفض الشيخ أيت علجات الإتهامات التي وجهها البعض للمرحوم بأنه موال للسلطة وذلك لأن ولاءه كان للوطن وللدولة، كرمز حلم به منذ أن كان شابا أيام الاستعمار . وتحدث الشيخ عبد الرحمن شيبان عن بيان بعثه له أحمد حماني عند إختطاف الإمام الشيخ العربي التبسي، ونفي السلطات الفرنسية علاقتها باختطافه لكي ينشره في جريدة المقاومة الجزائرية وجاء فيه... ''إن جمعية العلماء تكذب كل تضليل في الموضوع للرأي العام الفرنسي والرأي العام العلمي أن الإدارة الفرنسية هي التي اعتقلته وأن رجالها الرسميين هم الذين أخذوه وأنها تتحمل مسؤوليتها كاملة .'' وختم الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى اللقاء التكريمي بالتأكيد على أنه سنة تتواصل مع شخصيات أخرى، كاشفا عن أن المجلس سيصدر كراسة تضم شهادات عن الفقيد وكذا إعادة طبع أعماله، وفي الأخير سلمت للسيد عمر حماني نجل الفقيد لوحة تكريمية، والذي أكد أن الوالد كان جد حريص على محاربة البدعة ونصر السنة . ------------------------------------------------------------------------