نظم أول أمس، المجلس الإسلامي الأعلى بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد" لقاءا تكريميا للمرحوم أحمد حماني، الرئيس السابق للمجلس، في الذكرى العاشرة لوفاته، وذلك عرفانا وتقديرا لما قدّمه للتربية والتعليم والإسلام أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال. وقد جاءت هذه الندوة في إطار إحياء اليوم العالمي للمعلم . وقد تم خلال هذه اللقاء الذي عقد بمقر المجلس الإسلامي الأعلى وعرف حضور شخصيات وطنية معروفة، التنويه بخصال الراحل أحمد حماني ومسيرته النضالية والدور الذي لعبه في تعليم الأجيال للأمور الدينية والدنيوية. كما ذكّر المشاركون في هذه المناسبة بمساهمات الفقيد في الثورة التحريرية حيث أشاروا إلى أنه كان أحد العناصر الفاعلة فيها منذ نشوبها في عام 1954، حيث كان يعمل فيها سرا، ليصبح بعد الاستقلال من أبرز النشطاء على مستوى وزارة الشؤون الدينية يبذل في خدمتها النصيحة و المشورة والفتوى فيما يسأل عنه، ليعين فيما بعد في مجلس الإفتاء، و قد كان يعتبر نفسه مسؤولا أمام الله قبل العباد. تجدر الإشارة إلى أن الراحل هو أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني، من مواليد سبتمبر1915 بالميلية (جيجل)، أين تعلم القرآن والمبادئ الأولى في الفقه و أصول الدين، أتم حفظ القران وسنه لم يتجاوز 15 سنة لينخرط بعدها في سلك طلبة الإمام عبد الحميد بن باديس ابتداء من أكتوبر 1931 لمدة ثلاث سنوات وأتقن بهذه المدة فنون الدراسة الابتدائية، وحضر أول مظاهرة شعبية قادها الشيخ ابن باديس كما حضر بهذه السنة لأول مرة اجتماعا عاما لجمعية العلماء وانخرط فيها كعضو عامل. ارتحل إلى تونس و حصل على شهادة العالمية في سنة 1943 ، كانت صلته بابن باديس في حياته و بجماعته بقسنطينة لم تنقطع، و من هنا عمل بمجلة "الشهاب" ، ثم بجريدة "البصائر" و كتب فيهما، وتحمل مسؤوليات في جمعية العلماء، وشارك في الصحافة التونسية و الجزائرية. وبعد عودته إلى الجزائر في سنة 1944 في عهد السرية، نزل بقسنطينة حيث بدأ العمل في التربية والتعليم. وبعد تأسيس الحكومة الجزائرية، شغل عدة مناصب في سلك التعليم، وفي سنة 1972استدعي ليكون رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، و يعتبر هذا المنصب كمستشار تقني لوزير الشؤون الدينية، ومن مهامه تنظيم الدعوة في المسجد، و إصدار الفتوى، وتمثيل الجزائر في الملتقيات على مستوى العالم الإسلامي أجمع، ومنذ ذلك الوقت اشتغل بالإفتاء إلى أن وافته المنية في سنة 1998 رحمه الله.