كرمت جمعية "مشعل الشهيد" بالتنسيق مع المجلس الإسلامي الأعلى، بمناسبة اليوم الوطني للمعلم، المرحوم المجاهد، العلامة الشيخ أحمد حماني. اللقاء نشطه الأستاذ محمد الصغير بلعلام، الذي بدأ مداخلته بالإشارة إلى أن الشيخ أحمد حماني العالم العام، ينتمي إلى تلك الثلة التي تخرجت من الجامع الأخضر ومدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، مدرسة العروبة والإسلام والجهاد والوفاء والجلد والثبات، والتي حملت على كاهلها إحياء المقومات الاساسية لهذه الأمة المتمثلة في المقولة المشهورة »الجزائر وطننا والإسلام ديننا والعربية لغتنا«. والشيخ أحمد حماني واحد ممن أنتجتهم هذه المدرسة. وأضاف المحاضر أن شخصية أحمد حماني رحمه الله متعددة الجوانب ومتشعبة الاتجاهات، فمن الصعب على أي كان أن يجمع مميزات الشيخ حماني، إذ كان وطنيا إلى درجة الهوس، وهو ما كلفه زيارة معظم معتقلات الاستدمار الفرنسي في الجزائر. وأسهب الأستاذ بلعلام في ذكر مناقب الفقيد الشيخ أحمد حماني، الأستاذ الذي قضى زهرة شبابه مربيا وأستاذا في تعليم أبناء الجزائر في معهد ابن باديس ثم جامعة الجزائر بعد الاستقلال، الشيخ حماني العالم الموسوعي والفقيه المتمكن، كان كاتبا ممتازا حاضر البديهة مالكا لناصية اللغة العربية، مدركا لأساليبها، معقبا في ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تنظمها وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، لا يفوقه في التعقيبات والمناقشة سوى الأستاذ مولود قاسم والشيخ الشاذلي المكي. وقد ذكّر الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بمواقف الشيخ حماني ونضاله وبالعلاقة الحميمية التي كانت تربطه به خلال سنوات الدراسة في جامع الزيتونة والتدريس في معهد ابن باديس وبعد الاستقلال في وزارتي التربية والشؤون الدينية، ويقول الشيخ » تعاونا على بعث نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان رئيسا لها وكنت نائبه، وأصدرنا جريدة البصائر«. ثم قرأ الشيخ شيبان البيان الذي نشره في جريدة المقاومة الجزائرية في أفريل 1937 تحت عنوان: "أين يوجد الشيخ العربي التبسي؟".