ضمن ما أصبح ظاهرة خطيرة، بدأت تشهدها الساحة التربوية بولاية إيليزي، مازالت سلسلة الاعتداءات التي تطال الأساتذة والمعلمين متواصلة، وأصبحت تأخذ منحى مقلقا يجب الوقوف عنده، من أجل وضع حد لهذه الظاهرة. وبعد أيام قليلة من اعتداء جسدي، لأحد الأولياء على أستاذ بإكمالية مفدي زكريا، ويوم واحد فقط من اعتداء لفظي تعرض له أستاذ، سجل قطاع التربية حادثة أخرى مماثلة من هذا النوع. وهذه المرة كانت الضحية معلمة بابتدائية عبد الحميد بن باديس بمدينة إيليزي، طلبت من تلاميذ القسم الذي تدرسه وهو الثالثة ابتدائي، القيام بواجب منزلي، لكن البعض منهم لم يقم بالواجب. وهو ما دفعها إلى توجيههم إلى الإدارة، التي بدورها قامت بتوجيه استدعاء إلى الأولياء، لتأتي بعدها والدة أحد التلاميذ إلى المدرسة، أين هاجمت المعلمة بالسب والشتم في الساحة وأمام الحاضرين. وكادت الأمور تأخذ منحى خطيرا لولا تدخل المدير وفك الخصام. وأمام هذه الحالة، قام المعلمون بوقفة احتجاجية، تعبيرا منهم عن تضامنهم مع المعلمة. وحسب مصادرنا، فإن هذه الأخيرة قد قامت بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن، فيما طالب زملاؤها بحضور مدير التربية، من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات التي تؤثر سلبا على مردود المعلم والأستاذ، مؤكدين أنهم لن يدرسوا في حالة عدم حضور مدير التربية أو من ينوب عنه. وهو ما تم فعلا صباح أمس، أين رفض المعلمون تدريس التلاميذ بمدرسة عبد الحميد بن باديس، مطالبين بحضور مدير التربية، هذا الأخير الذي أوفد الأمين العام للمديرية نيابة عنه، كونه كان رفقة الوالي في زيارته التفقدية إلى مدينة جانت. النقابة الوطنية للتربية "أسنتيو" مكتب إيليزي من جهتها، لجأت إلى مراسلة مديرية الشؤون الدينية، من أجل إلقاء خطبة الجمعة أو الدرس فيما يخص هذه الظاهرة. وذلك لتوعية الأولياء وتنبيههم إلى خطورة هذه الظاهرة. وهو ما وافق عليه مدير الشؤون الدينية، الذي قرر تخصيص درس هذا الجمعة بمساجد الولاية من أجل هذا الغرض.