سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيلات تحوّلت إلى مدارس خاصة وغيّرت "التعليم إجباري ومجاني" بتدريس المطرودين بمبلغ 14 ألف دينار شهريا 20 ألف تلميذ يدفعون 16 مليار سنتيم ل 119 مدرسة خاصة
احدى المدارس الخاصة بالعاصمة تتذكر الأسرة التربوية كيف أن عام 2004 كان عاما عاصفا على عدد من المدارس الخاصة حين أعطى وزير التربية الوطنية وقتها أوامر بغلقها بسبب مخالفتها للقانون.. فما الذي تغير حتى أصبح نفس الوزير يجتمع بمديري المدارس الخاصة، مقدما لهم دعم الوزارة بالكتب ومجانا؟. * * مديرو المدارس الخاصة: لسنا تجارا حتى تفرض الدولة علينا 17 بالمائة كضرائب * * أكثر من 20 ألف تلميذ مسجل ضمن قوائم تلاميذ المدارس الخاصة.. هم ليسوا كما نتصورهم بأنهم أبناء الأثرياء والمسؤولين ممن يرفضون تدريسهم مع عامة الشعب.. جزء كبير منهم تم طردهم من المدارس العمومية فلجأ آباؤهم إلى المدارس الخاصة، وبغض النظر عن امتلاك آبائهم للأموال الكافية لتدريسهم، فإنهم يهجرونها مع كل صعود للسنة الموالية للإلتحاق مجددا بالمدارس العمومية، ويلجأ أغلب مديري المدارس الخاصة إلى استئجار فيلات ضخمة، بما لا يقل عن 30 مليونا للشهر الواحد.. فقط، لأن تكلفة تدريس تلميذ في البكالوريا يقدر ب 14 الف دينار للشهر.. ولكم أن تحسبوا ثمن قسم مكون من 40 تلميذا. * * 119 مدرسة تتداول أكثر من 16 مليار سنتيم * * يتحدث أحد أولياء التلاميذ ممن لجأ إلى تدريس ابنه داخل مدرسة خاصة بعد طرده من مدرسة عمومية، بسبب رسوبه في شهادة البكالوريا، أن مدير المدرسة طلب منه مبلغا مقابل تسجيل ابنه يقدر ب 14 ألف دينار تسلم كل شهر، وهو ما استغربه الوالد، والذي أخبرنا أنه لجأ إلى مدرسة أخرى، تقع في القبة والتي طلبت صاحبتها نفس الثمن، وفي النهاية رضخ لمطلب ثمن التدريس المقدر ب 14 ألف دينار كل شهر، ثمن قد يكون في متناول والد "سليم" بصفته إطار في شركة سونطراك، غير أن أحد الأولياء أخبرنا أنه مرغم، لجأ إلى إحدى المدارس الخاصة بعد طرد ابنه من المدرسة العمومية بعد رسوبه في امتحان شهادة التعليم المتوسط، حيث لجأ إلى تسجيله في إحدى المدارس الخاصة مقابل 8500 دينار للشهر الواحد، خوفا عليه من الشارع، لدى محاولتنا الإقتراب من بعض المدارس الخاصة في العاصمة، أكدت مديرة مدرسة الرفيق "للشروق اليومي" أنها تفرض مبلغا يتراوح ما بين 4000 و5000 دج في الشهر على تلاميذ المدارس الإبتدائية، فيما أكد مدير مدرسة تسمى "الإمتياز" انه يفرض نفس الثمن على طلبة البكالوريا، والفرق أن مدرسته تقطن بولاية عنابة. * تفرض المدارس الخاصة مبالغ تتراوح ما بين مليون سنتيم و14 ألف دج على الطلبة المترشحين لإمتحان شهادة البكالوريا، ويسلم المبلغ إما كل شهر وإما سنويا حسب رغبة الأولياء، فيما يدفع أبناء تلاميذ الإبتدائيات مبالغ تتراوح ما بين 4000 و5000، ويدفع تلاميذ المتوسطات مبالغ تصل إلى 8000 دينار، ويختلف السعر من منطقة إلى أخرى، غير أن ثمن التدريس بالعاصمة يعتبر الأغلى مقارنة بباقي الولايات. * وإذا علمنا أن عدد المدارس الخاصة عبر الوطن هو 117 مدرسة خاصة من بينها 17 مدرسة منحت لها وزارة التربية قرار الإنشاء لدورة جوان 2008، منها 10 مدارس على مستوى الجزائر العاصمة، وأن عدد التلاميذ المسجلين في المدارس الخاصة يقدر ب 20220 تلميذ من بينهم أكثر من 1800 تلميذ مسجل لإمتحانات الطور الإبتدائي، فيما يفوق عدد التلاميذ المسجلين للطور المتوسط 800 تلميذ وأكثر من 1600 تلميذ مسجل لإمتحانات شهادة البكالوريا، وهو ما يعني لو انه فرضا أخذنا متوسط 8000 دينار كثمن يدفعه أكثر من 20 ألف تلميذ، نجد أن ما قيمته أكثر من 16 مليار سنتيم متداولة داخل المدارس الخاصة. * * ساعة الأستاذ بمبلغ 800 دينار والفيلا ب 30 مليونا للشهر * * اقتربنا من بعض أساتذة المدارس الخاصة والذين هم أيضا مسجلون كأساتذة داخل المدارس العمومية، ومن بينهم "محمد.م"، أستاذ مدرس في مادة الرياضيات بإحدى المدارس الخاصة بالعاصمة، أكد لنا أن ثمن الساعات التي يكسبها من المدارس الخاصة تفوق ما يتقاضاه من المدرسة العمومية، مؤكدا أنه يتقاضى 800 دينار ثمن كل ساعة تدريس، فيما أكدت مديرة مدرسة "الرفيق" أن الأساتذة الذين يدرسون في المدارس الخاصة لا يرضون بأقل من 1000 دينار ثمن الساعة الواحدة، وبالموازاة يشتكي مديرو المدارس الخاصة من ارتفاع إيجار الفيلات التي يتم استغلالها لتدريس التلاميذ، حيث تؤكد مديرة مدرسة "السندباد" أن ثمن إيجار فيلّتها يقدر ب 28 مليون سنتيم للشهر، فيما تؤكد مديرة مدرسة أخرى أن ثمن إيجارها يصل إلى 32 مليونا، ومن زاوية أخرى يطرح مديرو المدارس أن ما تفرضه الدولة من ضرائب والمقدر ب 17 بالمائة، بقولهم: نحن لسنا تجارا حتى تفرض علينا الحكومة ضريبة ب 17 بالمائة. * بعيدا عن حسابات وأرقام ما يجنيه مديرو المدارس الخاصة، استطاعت هذه الأخيرة أن تحقق جزءا ولو صغيرا من إصلاحات وزارة التربية الوطنية، ففي آخر اجتماع لمديري المدارس ووزارة التربية، شدد مسؤول القطاع الأول على طلب المساعدة من هؤلاء، لا سيما فيما يتعلق بالطور التحضيري، وقال أنه مستعد لمساعدتهم حتى بالكتب ومجانا، طالما هي تحترم القانون.. وهي الحلقة التي أدت إلى تغيير نظرة الوزارة إلى المدارس الخاصة بعد عام 2004. * * المدارس الخاصة تسجل نسب نجاج متقدمة * * وقدرت نسبة النجاح لامتحانات شهادة البكالوريا للدورة الماضية ب 38.04 بالمائة، فيما قدرت نسبة النجاح لشهادة التعليم المتوسط ب 32 بالمائة، وهي نسب نجاح معتبرة، فيما تحصلت بعض المدارس الخاصة بالجزائر العاصمة على نسب نجاح في البكالوريا تقارب 80 بالمائة، واستطاع عدد من المدارس الخاصة أن تكسب رهان التعليم الخاص في الجزائر، غير أنه ما يلام على المدارس الخاصة أن بعض مديريها يمنحون شهادات للتلاميذ للعودة بها مجددا لمقاعد الدراسة في المدارس العمومية، أو حتى للتزوير واستعمال هذه الشهادات للترشح لوظائف معينة.