قتل ستة من المسلحين المحليين في درنة شرق ليبيا، خلال تصديهم لهجوم جديد لتنظيم "داعش" حاول من خلاله دخول المدينة، بحسب ما أفاد الثلاثاء قياديٌ محلي في المدينة. وقال القيادي في "مجلس شورى ثوار درنة" الذي يضم خليطا من الجماعات المسلحة وبينها مجموعات إسلامية لوكالة الأنباء الفرنسية: "فقدنا ستة من شباب المدينة بعد معركة حامية الاثنين استمرت سبع ساعات". وأضاف "تمكنا من تدمير ثلاث دبابات وعربة مصفحة لداعش خلال محاولته التقدم نحو درنة من منطقة الفتايح (جنوب شرق درنة)، وقتلنا أيضا احد قيادييه ويدعى مفتاح ابو فراج الذي يعرف باسم ابو بصير الليبي". ويحاول تنظيمُ "داعش" منذ أسابيع الاستيلاء مجددا على درنة (1300 كلم شرق طرابلس) بعدما طرده منها مسلحون من أبناء المدينة في جويلية الماضي. وكشف مسؤولون أمريكيون النقاب عن موافقة الحكومة الإيطالية الشهر الماضي على انطلاق طائرات أمريكية بدون طيار من إحدى قواعدها لضرب "داعش" في ليبيا. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين لم يتمّ تسميتُهم، قولهم إن إيطاليا سمحت في هدوء للطائرات الأمريكية بدون طيار بالانطلاق من قاعدة جوية في أراضيها للقيام بعمليات ضد "داعش" في ليبيا وشمال إفريقيا. من جهة أخرى، عجز البرلمان الليبي المعترف به دوليا الثلاثاء، عن التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة بعدما فشل في تحقيق النصاب القانوني للجلسة، وسط خلافات حول برنامج عمل الحكومة وآلية التصويت عليها. وقال النائب محمد العباني "لم يتحقق النصاب المطلوب (89 نائبا) لافتتاح جلسة التصويت، ورفع رئيس المجلس الجلسة وانصرف الجميع". بدوره، أكد النائب علي القايدي أن الجلسة "لم تُعقد بسبب عدم تحقق النصاب المطلوب"، مشيرا إلى أنه "سيتم تأجيلها إلى الأسبوع المقبل". وأوضح القايدي أن هناك خلافاتٍ بين النواب، حيث إن مجموعة من الأعضاء أبدت "تحفظات" على أعضاء في المجلس الرئاسي الليبي، بينما تعارض مجموعة أخرى برنامج الحكومة على خلفية "الكلام عن نوايا الحكومة طلب تدخل أجنبي". وعقد البرلمان الليبي على مدى الأيام الأربعة الماضية جلسات خصصت لمناقشة برنامج عمل حكومة الوفاق الوطني والسير الذاتية للوزراء البالغ عددهم 18 وزيرا بينهم خمسة وزراء دولة. وبدأت الجلسات السبت بحضور رئيس حكومة الوفاق المكلف فايز السراج، حيث عرض للنواب برنامج عمل الحكومة التي شكلها المجلس الرئاسي الليبي والتي من المفترض أن توحّد سلطات البلاد ضمن مرحلة انتقالية تمتدّ عامين. والمجلس الرئاسي الليبي الذي يقوده السراج أيضا منبثق عن اتفاق سلام وقعه في ديسمبر في المغرب أعضاء في البرلمان المعترف به ومقرّه طبرق في شرق ليبيا، والبرلمان الموازي غير المعترف به ومقرّه العاصمة طرابلس. وفي ليبيا سلطتان تتنازعان الحكم منذ أكثر من عام ونصف عام، وتدفع الأممالمتحدة ومعها الدول الكبرى إلى توحيد هاتين السلطتين في حكومة الوفاق الوطني على أن تتركز مهمّتها الرئيسية على مواجهة تصاعد الخطر المتمثل في تنظيم "داعش". وتنتظر الدول الكبرى بدء حكومة الوفاق عملها لتحدد طبيعة تدخلها في ليبيا لوقف "داعش"، من دون استبعاد طلب تدخل عسكري مباشر، وهو ما يرفضه عددٌ من نواب برلمان طبرق المعترف به.