أمر الخميس، وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة، بوضع شاب في الرابعة والثلاثين من العمر، رهن الحبس المؤقت إلى غاية محاكمته، بتهمة النصب والاحتيال، الذي طال عددا من العائلات، بعد أن اشتهر هذا الشاب بممارسته للرقية، وزعمه بأنه يمارسها بطريقة شرعية، مستفيدا من رصيد إمامته للناس، في سنوات سابقة في أحد مساجد ولاية ميلة، وكانت الضبطية القضائية للأمن الحضري التاسع بأمن ولاية قسنطينة قد أوقفته يوم الأربعاء في حي بوذراع صالح، مقر سكناه، ومحله الذي جعله للرقية، إثر شكاوى تلقتها من عدد من ضحايا هذا المحتال، الذي يزعم ممارسة الرقية الشرعية من خلال بطاقات زيارة التي أنجزها لنفسه ووزعها على أهل الحي، حيث يستقبل عادة زبائنه في منتصف الليل، ليمارس طقوسه في الخفاء، إذ يركز على القول بأن السحر يسكن في الحلي والمجوهرات، الموجودة في البيت، ويطالب بإحضارها جميعا، وبمجرد أن يتحصل عليها، تبيت عنده لمدة ليلة واحدة، ثم يقوم بلف المصوغات بثيابه ويطلب من ضحاياه بعدم فتحها لمدة 100 يوم حتى يُقضى على السحر، كما يحذرهم في حالة فتح ملفوف القماش بلعنة من الجن. لكن الشك راود أحد الضحايا، فتفقد المصوغات داخل الثياب، فلم يعثر على سلسلة غالية الثمن ومحزمة بها أكثر من ثلاثين قطعة "ويزة"، فتقدم مباشرة بشكوى لدى مصالح الأمن، وقال بأن الراقي الشاب اشترط كذلك التوجه إلى مسكن الضحية وملاقاة ابنته الشابة ليرقيها هي أيضا، فتم وضع خطة أوقف بموجبها بعد منتصف ليلة الأربعاء، فور خروجه من بيت الضحية، وبعد إخضاعه للتفتيش وجد بجيوب معطفه عددا من المصوغات زعم بأن الجن هو من حوّلها إليه وبأنه لم يكن يريد سرقتها.