توقع المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب، محمد بلعبدي، الأحد، أن يكون مردود موسم الحصاد لهذه السنة متوسطا يميل إلى الأحسن بالنظر إلى الظروف المناخية التي تشهدها البلاد. واعتبر بلعبدي، لدى استضافته في حصة "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، موسم الحرث والزرع هذا العام من أحسن المواسم في أداء الديوان الوطني للحبوب خلال السنوات الأخيرة، حيث طرح في السوق حوالي 3 ملايين قنطار من البذور ذات النوعية الممتازة، اقتنى منها الفلاحون حوالي 2.4 مليون قنطار، فضلا عن توفير الأسمدة الفوسفاتية، مضيفا أن المساحات المزروعة تجاوز ال 3.3 مليون هكتار. واعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عن المردود هذا الموسم بالنظر إلى الظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها البلاد، متوقعا أن يكون المردود متوسطا يميل إلى الأحسن سيما مع الأمطار المتساقطة في الفترة الأخيرة والمنتظر تساقطها خلال أفريل المقبل، مشيرا إلى أن الأراضي ذات القدرات الضعيفة تضررت، بينما يبقى الأمل معلقا بالأراضي الفلاحية ذات القدرات العالية سيما في الهضاب. وقال المتحدث إن الفلاحين الذين يملكون أراضي واسعة وذات قدرات عالية، سيما في الهضاب العليا، اقتنوا البذور هذا الموسم باكرا إضافة إلى الأسمدة الفوسفاتية وتمكنوا من تجاوز مشكل الجفاف وحققوا تقدما مُعتبرا رغم الجفاف الذي عرفته البلاد شهري ديسمبر وجانفي، وهم الآن في مرحلة استخدام الأسمدة الآزوتية وإزالة الأعشاب الضارة، مشيرا إلى أن الأمل بإنقاذ الموسم الفلاحي ازداد بعد تهاطل الأمطار في الفترة الأخيرة، بينما تبقى الأراضي الفقيرة والتي يزرع فيها الفلاحون القمح الصلب دون استعمال الأسمدة المتضرر الكبير من الجفاف باستثناء الأراضي التي تم زرع فيها الشعير المقاوم للجفاف. وأضاف أن الإرشادات الموجهة لأصحاب الأراضي الفقيرة تتمثل في توجيهها لزراعة الشعير في حال عدم توفرهم على إمكانيات الري والتسميد لزراعة القمح الصلب. ووجه بلعبدي نداء إلى الفلاحين للتقرب من التعاونيات الفلاحية من أجل اقتناء الأسمدة الآزوتية خلال هذه الفترة، مؤكدا توفر الكميات المطلوبة، من أجل تسميد أراضيهم وتحسن المردودية خاصة مع الأمطار المتهاطلة والتي يجب أن تذهب كلها لصالح النبتة وليس لصالح الأعشاب الضارة. وكشف ضيف الصباح أن مساحة الأراضي الفلاحية المزروعة بالحبوب لحد الآن تجاوزت 3.3 مليون هكتار ساهم الديوان في تغطية مساحة كبيرة منها وهو الذي باع حوالي 2.4 مليون قنطار من البذور، مشيرا أن بعض الفلاحين مازالوا يستعملون البذرة التقليدية او تلك التي يقتنونها من بعض الخواص، وهي البذور مجهولة المصدر والتي قد تتسبب في بعض الأمراض. وأكد بلعبدي أن الديوان الوطني للحبوب اتخذ جميع الإجراءات اللازمة تحسبا لشهر أفريل المقبل سيما إذا لم يعرف تساقط كميات معتبرة من الأمطار، حيث تم تمكين الفلاحين الذي يملكون الإمكانيات اللازمة من أجل سقي أراضيهم من قروض ائتمانية زيادة على توزيع آلات الري تمكن من تغطية 40 ألف هكتار مقارنة بالسنة الماضية أي تم تغطية 25 ألف هكتار فقط وذلك في إطار برنامج خاص للديوان الوطني للحبوب انطلق السنة الماضية، موضحا أن الفلاحين المستفيدين من القروض سيدفعون 50 بالمائة من الأقساط من المحصول على ثلاث سنوات أما ال 50 بالمائة فهي دعم من الدولة. وأوضح المدير العام للديوان الوطني للحبوب أنه لا يمكن التحكم في السقي التكميلي لأنه مرتبط بتساقط الأمطار ومن ثم تم توجيه الدعوة للفلاحين إلى اعتماد هذه التقنية مع انطلاق موسم الحرث والبذر لبلوغ 40 إلى 50 قنطار من المحصول في الهكتار الواحد إلا أن بعض الفلاحين - يضيف بلعبدي - يفضلون انتظار تساقط الأمطار وهي عادة قديمة حيث يمنحون الأولوية لسقي الخضر وهي عادة وجب التخلص منها إذا ما أردنا تحسين المردود وتحقيق الأرباح، أما تقنية السقي الكامل فيقول بلعبدي إنها مستعملة في الجنوب حيث يضطر الفلاح إلى السقي طوال السنة.