لجأ العديد من نشطاء تنظيم الارهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في مبادرات فردية، إلى جمع الأموال في عمليات سطو ونهب وابتزاز وكذلك اختطاف مقابل طلب فدية وفرض الجزية، وتحويلها الى حساباتهم الخاصة، وقام أغلب هؤلاء باستثمار هذه الأموال في شراء عقارات وشاحنات وحافلات لنقل الركاب دون علم الأمير الوطني للتنظيم وأمير المنطقة الثانية المدعو "حذيفة أبو يونس العاصمي". * أفادت مصادر مؤكدة تشتغل على التحقيق في الثراء المفاجئ لعائلات وأقارب الإرهابيين، أن العديد من أتباع تنظيم "الجماعة السلفية" بمناطق الثنية، برج منايل رأس جنات، بغلية، بن داود بولاية ببومرداس قاموا بجمع أموال هامة من الأموال في حواجز مزيفة بابتزاز المواطنين وكذلك في عمليات اختطاف فردية وفرض جزية على أصحاب المزارع والأثرياء بالمنطقة، وقام هؤلاء بهذه العمليات بمبادرات شخصية دون استشارة قيادة التنظيم أو الأمير لأغراض شخصية وليس لخدمة التنظيم وتمويل الاعتداءات الإجرامية خاصة منها الانتحارية. * ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن هذه العمليات تعد "ارتدادات لتكدس أموال الفدية منذ عدة أشهر"، وبدأت آثارها تظهر مؤخرا على عائلات وأقارب بعض الإرهابيين التي ظهرت عليها مصادر الثراء المفاجئ، وسعت قيادة درودكال الى احتواء موجة الاستياء الداخلي بتوزيع بعض الأموال على بعض عناصرها الذين اتجهوا الى مبادرات فردية لجمع المال وتحويله الى حساباتهم الشخصية. * ويؤكد مراقبون أن "قيادة درودكال تدفع ثمن أخطاء استيراتيجية الفدية التي اعتمدتها مؤخرا من خلال سلسلة الاختطافات" كتعويض عن تفكيك شبكات الدعم والإسناد وكمخرج وحيد من أزمة السيولة المالية التي تواجهها، لكن العملية لم تعد تخضع لأوامر القيادة التي عجزت في ظل هذا الوضع عن التحكم في مصدر ووجهة أموال الفدية والسلب. * وتؤكد هذه العمليات على صعيد آخر، مخاوف منظري التنظيم الإرهابي الذين كانوا قد حذروا في وقت سابق، من خروج الأمر عن السيطرة وخلق شبكة ابتزاز موازية، خاصة وأنه لا تتوفر تفاصيل كثيرة ودقيقة عن منفذي الاختطافات وقيمة الفدية، مما فتح المجال واسعا أمام الابتزاز.