نقلت وسائل إعلام مغربية الثلاثاء، عن السفير السعودي بالرباط عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، تأكيده استعداد رجال أعمال من بلاده للدخول في مشاريع استثمارية في مناطق بالصحراء الغربية . وجاءت تصريحات سفير الرياض، عقب لقائه رفقة رجال أعمال سعوديين وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار بالرباط. ووفق نفس المصادر قال الدبلوماسي السعودي أن "زيارة الوفد السعودي تندرج في سياق دعم الرؤية السياسية للبلدين والجهود التي تقوم بها السعودية في سبيل التنمية الاقتصادية في المغرب، هي في واقع الأمر تنمية اقتصادية واستثمارية أيضا بالنسبة للسعودية". وشدد "أن الوفد السعودي سيقوم بزيارة للأقاليم الجنوبية (الأراضي الصحراوية المحتلة) ، وهي رسالة قوية نؤكد من خلالها على دعمنا للوحدة الترابية للمغرب، وحرصنا على تنمية هذه الأقاليم بكل ما نملك من قوة". وتعد الخطوة السعودية الجديدة سابقة بالنسبة لدولة عربية، تعلن فيها صراحة اهتمامها "بالاستثمار" في أراضي الصحراء الغربية التي تؤكد كل اللوائح الأممية أنها متنازع عليها . وتزامن هذا التصريح من الدبلوماسي السعودي، مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المنطقة، حيث كانت مخيمات اللاجئين الصحراويين أهم محطاتها وكرر خلالها عدة مرات تصريحات حول "سعي الأممالمتحدة لبعث مفاوضات بين المغرب والبوليساريو تفضي إلى حل عادل ومقبول لتقرير مصير الشعب الصحراوي". وإذا كان الموقف السعودي من القضية قد حسمه وزير خارجيتها عادل الجبير، خلال زيارته منذ أسابيع للرباط، بإعلان دعم مبادرة الحكم الذاتي، فإن قرار الرياض بإنشاء مشاريع استثمارية في أراضي متنازع عليها وفق القانون الدولي يعد خطوة مفاجئة. وجاءت الخطوة بعد ضربة تلقتها الرباط من المحكمة الأوروبية نهاية العام 2015، عندما أصدرت هذه الهيئة قرارًا بالطعن في اتفاقية التبادل الحر في المجال الزراعي ومنتجات الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأروبي بسبب النزاع في الصحراء الغربية، وبضرورة مراجعة هذا الاتفاق بين الطرفين بما يستثني منطقة الصحراء الغربية من الاتفاقية. وجاء التحرك السعودي الجديد، في سياق برودة في العلاقات مع الجزائر، التي تعد أحد داعمي حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره . وازداد هذا الجمود الدبلوماسي، بسبب موقف الجزائر المتحفظ على تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي وكذا مجلس وزراء الداخلية العرب في اجتماعه الأخير بتونس وهو قرار زكته الرباط. وأمام هذه التجادبات الإقليمية، قرر مجلس التعاون الخليجي إشراك المغرب ممثلا في وزير خارجيته صلاح الدين مزوار في اجتماع له الأربعاء بالرباط، "لبحث سبل الارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية" وفق أمينه العام عبد اللطيف الزياني. كما ذكرت صحف مغربية أن الملك محمد السادس أمر رئيس حكومته عبد الإله بن كيران، بالتوجه للسعودية الأربعاء للقاء مسؤولين كبار هناك لمناقشة التعاون الثنائي وقضايا إقليمية.