بدأ ينظم الشعر منذ 46 سنة، صال وجال خلالها داخل الجزائر وخارجها، عامر البوسعادي كما يلقب هنا في بوسعادة، يكشف في هذا الحوار للشروق عن عدة أسرار رافقته في مسيرته الشعرية الحافلة بالألقاب والجوائز. في هذا الحوار، يؤكد أن الشعر الملحون أساس الثقافة والفن في الجزائر، وأنه يتمتع بشعبية كبيرة، غير أن شعراءه ما يزالون في طي النسيان. * الشروق: بداية، من هو عامر البوسعادي؟ * *: اسمي أحمد أمهاني، المدعو عامر البوسعادي، من مواليد سنة 1945 في بوسعادة، تقني سامي في الصحة، متقاعد، وأب ل06 أولاد، أكتب الشعر الشعبي والحكم الشعبية والألغاز. * الشروق: متى بدأت تنظم الشعر؟ * *: بدأت نظم الشعر في أواخر سنة 1962، أي عندما كان عمري17سنة. * الشروق: هل كتابتك للشعر موهبة، أم هي راجعة لتأثرك بشاعر ما أم بأحد من العائلة؟ * *: الوالدة رحمها الله كانت شاعرة وتنتمي لعائلة عماري التي أنجبت عدة شعراء شعبيين. * الشروق: هل شاركت في مهرجانات أو مسابقات تخص الشعر؟ * *: شاركت في مئات المهرجانات المحلية وحصلت على العديد من الجوائز والألقاب، كما نلت جائزة أحسن قصيدة في الشعر الملحون من الديوان البلدي للثقافة والسياحة في عنابة، إضافة إلى جائزة للشعر الملحون المرتبط بالثورة التحريرية سنة 1999، وجوائز أخرى. * الشروق: وماذا عن المهرجانات الدولية؟ * *: شاركت في مهرجان البادية العربية في دبي مارس2002، بعد أن تلقيت دعوة من وزارة السياحة الإماراتية، وكرمت هناك من طرف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي. * الشروق: هناك من يرى أن الشعر الملحون تراجع بعض الشيء، كما أن ثمة عزوفا من الجيل الحالي عن سماعه أو نظمه، ما رأيك ؟ * *: أرى عكس ذلك، الشعر الملحون في انتشار متزايد، بدليل إقبال الناس الكبير على سماع الشعر الشعبي خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كما أن أغلب الأغاني الجزائرية في أصلها شعر ملحون، ينقص فقط الاعتناء بالشعراء. * الشروق: على ذكر الشعراء، هل ترى أن الشاعر بصفة عامة مدعوم بالشكل الكافي الذي يمكِّنه من الإبداع؟ * *: السنة الماضية أعطتنا دفعا كبيرا من خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كما تمت إقامة الأسبوع الثقافي لولاية المسيلة في العاصمة سنة 2007، والمؤتمر السابع عشر للمجمع العربي الموسيقي، حيث مثلت الجزائر رفقة شعراء الحضنة في المسيلة من 23 الى27 جوان2006، وفي عكاظية الجزائر للشعر العربي والتحرر في 14أوت أوت الماضي بمشاركة شعراء عرب، وغيرها من التظاهرات التي تعكس الاهتمام الرسمي بهذا الجانب الحيوي، لكن هذا الاهتمام يبقى غير كاف؛ لأنه متقطع وغير متواصل، فأنا أكتب الحكم الشعبية، وأريد أن أنشر ما كتبت فأرجو من السلطات أن تساعدني في ذلك. * الشروق: وماذا عن رصيدك الشعري؟ * *: بالنسبة للقصائد لدي 254 قصيدة، وفي كل الطبوع؛ الوطني، الفكاهي، الاجتماعي والغزلي، بما فيها الشعر الغنائي، كما ألفت 126 لغزا. * الشروق: هل تلتقي مع زملائك الشعراء في المنطقة؟ * *: بالتأكيد، وأذكر منهم عبد الحفيظ عبد الغفار، وهو شاعر موهوب تحصل على عدة جوائز، وسعيد بوعشرين من بلدية بن سرور، وبشير قذيفة من بلدية جبل مساعد. نحن لا نلتقي إلا نادرا، وهذا ما ينقصنا وأملنا كبير في الجمعية التي أسست مؤخرا في بوسعادة، وتسمى "الجمعية الثقافية للأمير الهاشمي"، كي تنقذ الشعر وغيره من الفنون، كالموسيقى والرسم والمسرح، وأتمنى مثل هذه المبادرة أيضا من بلدية بوسعادة. * الشروق: ورثت الشعر عن الوالدة ولكنك في المقابل لم تعلمه أحدا من أبنائك، لماذا؟ * *: ابني منير منشد وياسين رسام وملاكم في آن واحد، أما إسحاق فانصرف إلى التمثيل.. الشعر إلهام وموهبة من الله تعالى، وهو لا يعلم. * الشروق: كلمة أخيرة؟ * *: أتمنى الاعتناء بالشعر الشعبي بصورة أكبر، ودعم الشعراء ونشر أعمالهم؛ لأن الشعب متعطش له، كما أن الشعر الشعبي رمز الحضارة ورمز الثقافة المحلية والوطنية وبطاقة تعريف لهما. أشكر الشروق الممتازة على هذه الالتفاتة الطيبة وأتمنى كل الخير للجزائر