دعا رئيس الجمهورية، الجزائريين إلى التوقّف عند مناسبة 19 مارس التي تصادف الذكرى المزدوجة لعيد النصر ووقف إطلاق النار، والاستلهام منها لمواجهة القلاقل الأمنية التي تتهدد البلاد، وكذا التحديات الاقتصادية التي أدخلت الجزائر في دوامة بسبب التدهور المخيف الذي تشهده أسعار النفط في الأسواق العالمية. وقال الرئيس بوتفليقة إن "الشعب الجزائري الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر وبنائها، مستوقف اليوم، نساء ورجالا، شبابا وكهولا، للوحدة واليقظة والتجنّد حفاظا على سلامة بلادنا، وهي مجاورة للعديد من الأزمات المشتعلة"، في إشارة إلى ما تعيشه دول مثل ليبيا ومالي وتونس، والتي بات الوضع فيها يهدد الأمن الداخلي . وجدد القاضي الأول في كلمة له بمناسبة ذكرى وقف إطلاق النار، قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال، هدى فرعون، تحذير الجزائريين من تداعيات "الربيع العربي" الذي اجتاح دولا عربية: "كما أن شعبنا الأبي مستوقف للوحدة واليقظة للصمود في أمن وسلامة، أمام الأمواج المخربة التي دبّرت ضد الأمة العربية قاطبة، أمواج تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمنا دمويا، بعد ما دفعنا نحن عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا". وكانت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حاضرة في كلمة الرئيس: "إن شعبنا الأبي مستوقف أيضا للتجند والعمل والابتكار، لاجتياز عواصف الأزمة الاقتصادية العالمية التي مست بلادنا مباشرة عبر انهيار أسعار النفط، ولكي نتمكن جميعا من استمرار مسيرة التجديد الوطني". وعلى الصعيد السياسي، دافع الرئيس بوتفليقة عن الدستور الجديد، الذي قوبل بانتقادات من قبل أحزاب المعارضة، واعتبره نقلة نوعية في الممارسة الديمقراطية، وكتب: "عرفت بلادنا وثبة سياسية رائدة في مجال الحريات ومشاركة الشعب في صنع القرار، من خلال سن مختلف القوانين والآليات التي تبرز مساهمة المواطن في الحياة السياسية، وما التعديل الدستوري الأخير إلا دليل على المضي قدما في تحقيق الغاية المثلى للإرادة الشعبية، بتحقيق أسمى معاني الحياة الديمقراطية". الرئيس بوتفليقة استغل رمزية 19 مارس، ليوجه رسائل مشفرة للعاهل المغربي ولنظام المخزن، الذي جنّ جنونه منذ زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة لمنطقة شمال إفريقيا، ووصفه التواجد المغربي في الصحراء الغربية ب"الاحتلال"، موظفا الجزائر كخصم في خطابه لمحاولة هروبه من انتقادات المجموعة الدولية، وهو ما استشف من خلال قوله: "..جزائر ثابتة كذلك في مؤازرة الشعوب التي بقيت إلى يومنا هذا تكافح وتناضل من أجل التحاقها بموكب الشعوب المستقلة، جزائر تعمل أيضا على ربط أواصر التعاون والصداقة مع الكثير من الشركاء في إطار مصالح متقاسمة واحترام متبادل".