دخل الكتاب المدرسي "الجديد" مرحلة الخطر، بعد إلغاء ديوان المطبوعات المدرسية للمناقصة التي فاز بها ثلاثة ناشرين، في وقت سابق، ولم يتمّ إلى غاية اليوم، اختراع "مخرج النجدة" لهذه الورطة التي وجد الديوان نفسه فيها، في وقت انطلق العدّ التنازلي لموعد تسليم "الجيل الثاني" من الكتب. في ظلّ هذه الوضعية الحرجة، يدق مختصون في عالم الكتاب المدرسي ناقوس الخطر، فالمناقصة التي فاز بها كلّ من "الهدى" و"الهلال" و"الفنون المطبعية"، تمّ إلغاؤها فجأة، رغم صدورها في الجرائد الوطنية، قبل نحو ثلاثة أشهر كاملة، وهي الفترة التي شرع فيها الفائزون في إطلاق عمليات التحضير للكتاب المدرسي المقرّر تسليمه في الدخول المدرسي القادم. لكن قرار الإلغاء وإعلان "عدم الجدوى"، جاء حسب المتضرّرين "مخالفا للقانون" وبطريقة "تعسّفية"، هدفها تجريد الفائزين الأصليين من "حقهم" ومنحها لجهات أخرى عن طريق التراضي، وهو ما يزجّ بعملية التحضير والطبع، في خانة الخطر، لأن الوقت المتبقّي من "المهلة" المحدّدة بتاريخ 15 جوان القادم، كحدّ أقصى لتوزيعها على المدارس، لن يكفي "الفائز الجديد" للالتزام وتحضير الكتب لتكون جاهزة في الموسم 2016-2017. في هذا السياق، وعلى غرار "دار الهدى"، فإن "دار الهلال"، التي تملك خبرة طويلة، في النشر والطبع، تؤكد أنها تعرّضت ل"الحقرة"، بحرمانها من حقها القانوني، وتجريدها منه، بعدما فازت في المناقصة، رغم توفرها على كل الشروط المطلوبة، وتحصلت على كوطة لإنجاز 4 عناوين، من مجموع 11 عنوانا، مشدّدة على أنها تبعا لفوزها حضّرت الكتب الأربعة، وصرفت عليها أموالا طائلة، وقد بدأت عملية التحضير منذ نحو ثمانية أشهر كاملة، متسائلة إن كان من "العدل" إقصاؤها بعد كل تلك الاعتبارات. "ضحايا" إلغاء مناقصة "الجيل الثاني" من الكتاب المدرسي، كانوا قد طلبوا "تفسيرات" من ديوان المطبوعات، غير أن الردّ كان بالنسبة إليهم "غير مقنع لعدّة مبررات"، وفي ظل هذا "المأزق"، يتوجه هؤلاء بنداء إلى وزارة التربية، من أجل التدخل العاجل وإنقاذ الكتاب المدرسي الجديد من التأجيل. وتبعا لهذه المعطيات، يتخوّف عارفون بالقطاع من تعطل عملية طبع عناوين "الجيل الثاني" من الكتاب المدرسي، مثلما كانت قد وعدت به وزيرة التربية، في إطار مسار استكمال إصلاحات المنظومة التربوية، علما أن الفائزين الثلاثة بالمناقصة، قطعوا مسافات طويلة ووصلوا إلى مرحلة طبع الكتب، لتكون جاهزة رسميا خلال أسابيع قليلة، لكن إلغاء الصفقة، والتردّد في إيجاد "البديل السحري"، بوسعه أن يرهن هذا المشروع ويعصف بالعملية كلها. وبلغة الأرقام، فإن المناقصة تخصّ طبع نحو 9 ملايين كتاب، موزعة على 11 عنوانا، بمعدل 800 ألف كتاب لكل عنوان، موجهة إلى نحو 3 ملايين تلميذ، الموسم القادم، إلا أن الإلغاء وعدم الحسم والتعجيل ب "الحلّ"، في ظل "الضغوط" ضد الديوان والوزارة، سيرمي حسب متابعين بقنبلة جديدة إلى المدرسة التي انتظرت طويلا الكتاب الجديد.