تشكيل لجنة تقنية ل"التحقيق" مع 14 مطبعة يكشف تقرير رفع إلى وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد عن وجود 18 مليون كتاب مدرسي طبعت السنة الماضية ولم تبع، وكلفت الخزينة العمومية خسائر بالملايير نتيجة طبعها على مستوى مطابع خاصة. وعلمت “الخبر” من مصدر عليم أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية شكل لجنة تقنية ل”التحقيق” مع 14 مطبعة عمومية وخاصة. حصلت “الخبر” على معطيات من التقرير المرفوع إلى وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد، في أعقاب نشر جريدة “الخبر” مقالا تناولت فيه أزمة مرتقبة في تموين المؤسسات التربوية بالكتب المدرسية الموسم المقبل بتاريخ 31 ديسمبر الماضي. وجاء التقرير بعد إحصاء أولي أمر به الوزير وأجراه الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، فاكتشفت كمية تقدر ب18 مليون نسخة مرفوفة في المخازن ولم تبع. وطبعت هذه الكمية السنة الماضية، الموسم الدراسي 2013- 2014 وتكفلت بها المطابع الخاصة، وتكبدت على إثرها الخزينة العمومية خسارة بعشرات الملايير لأنها طبعت دون الحاجة إليها، وقد دفعت هذه الوضعية إلى إعادة النظر في سياسة الإنتاج قصد تقليص الفائض للموسم الدراسي المقبل 2014- 2015 بثلث إنتاج السنة الماضية وذلك بمراعاة مقاييس علمية لتحديد الاحتياجات المطلوبة في كل موسم دراسي، حسب التقرير. وانطلقت عملية الإنتاج وفق البرنامج السنوي بتاريخ 19 نوفمبر الماضي، وسحب الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية إلى غاية الآن 12 كتابا مدرسيا من إجمالي 29 كتابا مبرمجا، في مقابل تسطير برنامج يمتد على 5 أشهر لطبع الكمية المتبقية، وذلك بالموازاة مع شروع الديوان في توزيع الكتب على المراكز الولائية وأعطيت الأولوية لولايات الجنوب (أدرار، بسكرة، بشار، تمنراست، ورڤلة، إليزي، تندوف، النعامة وغرداية). وحدد الديوان الكميات التي ستوزع على المطابع العمومية والخاصة مع نهاية الشهر الجاري، علما أنها كانت تصلهم في السنوات الماضية مع نهاية كل شهر فيفري، كما قلصت كمية الكتب التي ستطبع هذه السنة بسبب “الفائض الهائل” وسيتم إنتاجها بشهر مسبق. وشكلت لجنة تقنية للتحقيق مع 14 مطبعة عمومية وخاصة، يشرف عليها مفتشون لمراقبة عملها، كما ألزم أصحابها باحترام دفتر الشروط واحترام خصائصه، لاسميا مع تحضير الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية طبع 56 مليون كتاب المدرسي للموسم الدراسي المقبل. وتوزع الكتب على المؤسسات التربوية عن طريق 53 مركزا ولائيا وتضم 171 عنوان من بينها ثلاثة كتب باللغة الأمازيغية للسنة الثانية ثانوي وكتاب اللغة الفرنسية للسنة الرابعة متوسط وكتاب اللغة الإيطالية الخاص بتلاميذ السنة الثانية من الطور الثانوي. وتكلف عملية طبع الكتب كل عام أكثر من 650 مليار سنتيم دعما لمجانية الكتاب المدرسي، التي يستفيد منها حوالي 18 مليون تلميذ.