تتزايد أسبوعيا بمدينة تقرت نسب وإحصائيات الإجرام والاعتداءات، كما تتنوع وتختلف من حي لآخر، إذ أصبحت المرافق العمومية المهجورة مأوى أمن للعديد من المراهقين والشبان في سن الزهور، سواء كانت جاهزة أو مهجورة أو مشاريع متوقفة مهملة أو مفلسة، أضحت أرضية خصبة لممارسة الآفات الاجتماعية. من بين المرافق المشبوهة التي يشتكي منها سكان عاصمة المقاطعة الادارية تقرت مشروع أكبر مرفق ثقافي بالمنطقة المتواجد بالملعب القديم لثانوية الأمير عبد القادر بحي العرقوب الشعبي الذي تحوّل إلى مكان لممارسة جميع الممنوعات دون تحرك من أي يذكر. ويتمثل المشروع في إنجاز مكتبة ضخمة بمواصفات عالية وقاعة للمحاضرات تتسع لأكثر من ألف مقعد، إذ أن هذا المشروع الذي رصد له مبلغا ضخما، توقف لقرابة عامين ونصف، والسبب في ذلك حسب مصادر "الشروق" أن مصالح البلدية لم تستقبل أي عرض من طرف المقاولين لإتمام المشروع في شطره الثاني الذي خصص له مبلغ يقارب 3 ملايير دينار، والمتمثل في عمليات التهيئة الفنية للمكتبة التي تضم أكثر من 3 طوابق بالرغم من أن بلدية تقرت سبق لها وأن نشرت أكثر من 4 إشهارات عبر الصحافة الوطنية للمقاولات كلفت خزينتها 200 مليون سنتيم، وضعية هذا المشروع استغلتها مجموعة من المشبوهين حسب شكاوى سكان حي العرقوب لاتخادها مأوى لهم في الفترة الليلية لاحتساء الخمور و ترويج السموم بداخلها في غياب الرقابة. أما في حي "لاقار" بقلب المدينة، فالأمر لا يختلف كثيرا في المجمّع البلدي للنوادي الرياضية، حيث يعتبر دخوله بمثابة مغامرة خطيرة، من خلال العبارات التهديدية على الواجهة والتي تحذّر من الاقتراب من المجمع الذي يضم ملعبا وقاعة صغيرة للكاراتي وكمال الأجسام، حيث زارت "الشروق" الملعب الملقب ب "السانتيار" التابع للمجمع والذي كان في وقت سابق جوهرة يجمع خيرة الوجوه الرياضية بتقرت من خلال الدورات الرياضية الصيفية والرمضانية والمناسباتية، فتحوّل هذا المرفق إلى خراب تنبعث منه روائح كريهة. وحسب سكان الحي فإن هذا المكان يصبح في الفترة الليلية في قبضة وجوه لا تبعث على الارتياح، إذ ظل هذا المرفق على هذا الحال منذ عهدات سابقة للمجلس الشعبي البلدي بتقرت، في الوقت الذي تطالب فيه الأندية المحلية بتوفير مقرات لها. هذا ويعلّق سكان المدينة أمالا كبيرة على الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية تقرت من أجل إعادة الاعتبار للمشاريع المتوقفة والمرافق المفلسة والمهملة، مثلما حدث الأمر مع غابة المرابطين بوسط المدينة التي خصص لها مبلغ 9 مليار سنتيم لإعادة تهيئتها، حتى لا تتحول إلى مرتع للمنحرفين وتعكير الأجواء.