رئيس بلدية بوزريعة يعد بتدارك النقائص والتكفل بالانشغالات تدريجيا لا يزال سكان بلدية بوزريعة ينتظرون حلا لجملة المشاكل العالقة منذ سنوات، ويأملون أن ينهي المجلس الجديد «حالة الركود»، فضلا عن نقص المشاريع والمرافق المختلفة، حيث أكد العديد منهم أنهم لمسوا رغبة لدى المنتخبين في تحسين صورة بلديتهم وإعادة بعث المحلية بها، غير أن ما يقلق الكثير منهم هو عدم تمكنهم من إيصال انشغالاتهم لأول مسؤول عنهم، حيث لم يسعفهم الحظ في لقائه بسبب تخصيص يوم واحد فقط للاستقبال، بينما وعد الأخير في لقاء خص به «المساء» بدفع المشاريع المحلية، حل المشاكل وتداركها تدريجيا، مطالبا من انتخبوه لتولي أمورهم التحلي بالصبر كونه وجد مشاكل لشبه «القنابل الموقوتة» في مختلف القطاعات يصعب تفكيكها. يواجه سكان بوزريعة مشاكل عديدة بسبب حالة الركود في دفع المشاريع المحلية طيلة سنوات في ظل نقص المشاريع المسجلة، خاصة ما تعلق منها بالمرافق العمومية، تهيئة الطرق، تعبيدها وتخفيف الاختناق المروري الذي تعرفه، فضلا عن عدم التكفل بشريحة الشباب الذين أصبح العديد منهم ضحية البطالة بسبب إهمال مرافق هامة، وهو ما تحدث عنه بكل حسرة بعض من تحدثوا ل»المساء» خلال جولة استطلاعية بالمنطقة.
سوق أحمد عمرون مغلق قرابة 20 سنة؟ وفي هذا الصدد، أشار المتحدثون إلى وضعية المحلات المتواجدة بحي عمرون أحمد القريبة من مقر البلدية، التي لا تزال مهملة منذ 1996، في الوقت الذي يواجه عدد كبير من الشباب أزمة بطالة وانعدام فرص العمل، فضلا عن غياب الأسواق الجوارية المنظمة، وهو ما لاحظناه خلال زيارتنا لسوق عمرون أحمد الذي أصبحت محلاته مكانا لرمي النفايات ومأوى للمنحرفين، مثلما أكده السكان الذين ينتظرون تكفل المجلس الجديد بهذا الملف الذي عجزت المجالس السابقة عن حله، ليبقى نقطة سوداء في البلدية التي يجد زائرها صعوبة كبيرة في ركن سيارته، بسبب غياب حظائر منظمة وأماكن كافية، كما يتطلب مغادرتها وقتا طويلا بسبب الاختناق المروري، خاصة على مستوى الطريق الرئيسي علي رملي، حيث تتواجد الجامعة على مستوى هذا الحي، الأمر الذي زاد في الضغط عليه إلى جانب الطريق الجديد، باعتبارهما محوران أساسيان للسائقين، وكذا الطريق الرابط بين منطقة سيدي يوسف والذراع الذي يستعمله مواطنو عين البنيان، الرايس حميدو وما جاورهما، إذ ينتظرون حلولا ملموسة لهذه الوضعية، مثلهم مثل سكان المقام الجميل الذين يعبرون طريقا دون رصيف، بينما ينتظر سكان حي بوسكول إعادة تهيئة الطرق المتدهورة التي تميز أغلبية الأحياء، خاصة القديمة منها. من جهتهم، أثار سكان حي العمودين الوضعية التي آلت إليها السوق الجوارية بسبب غلق معظم المحلات والطاولات الموجودة بها، بعد أن قرر أصحابها التخلي عن مزاولة نشاطهم التجاري بالسوق منذ ما يقارب عشرية كاملة، دون أن تلتفت الجهات المعنية للركود الذي يميز هذا المرفق الهام الذي كان مقصدا للراغبين في اقتناء مختلف الخضر والفواكه دون التنقل إلى وسط بوزريعة أو باتجاه المناطق المجاورة مثل الشراقة، حيث أكد أحد المواطنين ل»المساء»، أنهم واجهوا متاعب كثيرة طيلة رمضان الأخير بسبب تنقلاتهم لاقتناء ما يحتاجونه رغم وجود سوق جوارية بحيهم، مشيرين إلى أن لجنة من البلدية شرعت بالتنسيق مع اتحاد التجار لدراسة قضية هذه السوق وإيجاد حل للمحلات والطاولات غير المستغلة، وتوزيعها على الشباب الذي أرهقته البطالة بمختلف أحياء هذه البلدية التي لايزال ملف مئة محل بها معلقا لحد الآن، بسبب عدم توزيع جزء من المحلات الجاهزة بحي «لافونتان» وتوقف الأشغال بتلك التي شرع في إنجازها في بني مسوس، الأمر الذي نسف المشاريع التي كان يحلم بها شباب المنطقة.
الأولياء: أبناؤنا بحاجة لمرافق تبعدهم عن المخاطر وبحي باسكال دق بعض السكان ناقوس خطر انتشار الآفات الاجتماعية بسبب نقص المرافق ذات الطابع الاجتماعي والرياضي، مؤكدين أن المنتخبين الجدد مطالبين بتعجيل التكفل بهذا الجانب الذي أصبح هاجسا بالنسبة للأولياء الذين ألح أحدهم في حديثه ل»المساء»، على ضرورة إنشاء مرافق رياضية للشباب لتحصينه وإبعاده عن الانحراف الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ سواء بحي باسكال أو مختلف الأحياء التي تعرف نقصا فادحا في المرافق الرياضية والملاعب الجوارية، وحتى ملعب بلدي محترم رغم أنها تضم خمسة فرق رياضية، مما جعل هواة الرياضة يتوجهون إلى الملعب الموجود بطريق باينام الذي أصبح مرفقا مهملا دون تدخل المجالس التي تعاقبت على البلدية التي زاد من متاعبها نقص أماكن الترفيه، فضاءات اللعب وحديقة عمومية يلجؤون إليها من أجل الراحة التي غابت عن سكان أحياء باسكال، بوسكول، سيدي مجبر وكونطابات، بسبب خطر انزلاق التربة الذي أصبح الشغل الشاغل للعديد منهم، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي سبق أن سجلت خلاله ضحايا بسبب هشاشة الأرضيات التي شيدت عليها مبان، منها الفوضوية، في غياب رقابة السلطات المحلية والعديد من المنتخبين السابقين الذين كانوا سببا في استنزاف العقار الذي استحوذت عليه العديد من التعاونيات العقارية وقواعد الحياة مقابل مبالغ جد زهيدة. ويعد انتشار البنايات الفوضوية ووجود 17 موقعا لها دليلا قاطعا على التسيب الذي ميز التسيير المحلي الذي يحلم سكان بوزريعة، أن يكون رشيدا خلال هذه العهدة التي لم يتمكن من فازوا بها لحد الآن التخلص من مشكل النفايات التي أصبحت ديكورا يميز أغلبية الأحياء، خاصة تلك التي تكثر فيها الحركة، على غرار الشوارع الرئيسية، الأمر الذي شوه المحيط مثلما، هو الأمر بحي عمرون أحمد، هواء فرنسا وعلي رملي، حيث أبدى السكان قلقهم من هذه الوضعية التي أدت إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات التي وجدت ضالتها في هذه الأماكن التي لاحظنا غياب الحاويات بها، الأمر الذي ساعد على انتشار القمامة التي ترمي عشوائيا.
«المير» يعترف بالنقائص ويعد بالأفضل... وفي رده على مختلف الانشغالات، المطالب والانتقادات، وعد رئيس بلدية بوزريعة، السيد قيطوني محمد لمين، في لقاء خص به «المساء»، السكان بالعمل على تدارك النقائص التي تعرفها المنطقة، مشيرا إلى أن المجلس المنتخب لم يسير بلدية عادية وذات اعتمادات مالية كبيرة «كل شيء في بوزريعة وجدناه مستعجلا ولم نجد أي مشروع مسجل والحالة كارثية، غير أننا نطلب من المواطن أن يتفهم ولا يستعجل لأن الأمر يتطلب إجراءات»، مفندا ما قاله بعض المواطنين بخصوص عدم استقبالهم من قبل المنتخبين الجدد، مؤكدا أنه حدد يوم الخميس لاستقبالهم في انتظار تغيير هذا اليوم إلى يوم الثلاثاء، مضيفا أن عدد الذين يستقبلهم يوم الخميس فقط يصل إلى 200 شخص»لكن السؤال المطروح حسب المتحدث، هل أزلنا المشاكل بالاستقبال الذي تحصر خلاله المشاكل في السكن، الشغل ومشاكل أخرى سطحية». وفي هذا الصدد، اعتبر المتحدث أن المشكل الحقيقي لبلدية بوزريعة، يتمثل في غياب ملعب بلدي، إلى جانب الوضعية الكارثية للطرق، شبكة التطهير، الملاعب الجوارية وفضاءات الترفيه، حيث وعد برفع التحدي، حل مختلف المشاكل والسعي لتجسيد المشاريع، منها مشروع الملعب البلدي؛ «نحن في اتصال جدي مع مدير الشباب والرياضة لولاية الجزائر لإعادة تهيئة هذا المرفق الكبير حسب بطاقته الفنية الذي تقدر ميزانيته بحوالي 20 مليار سنتيم، وهو مبلغ لا يمكن للبلدية تحمله بالنظر لميزانيتها الضعيفة التي بلغت 34 مليار سنتيم سنة 2013، منها 22 مليارا توجه للأجور، مثلما أكد عليه المسؤول الأول على بلدية بوزريعة الذي وصف ما آل إليه الملعب المتواجد بطريق باينام بشبه مقبرة، بسبب الإهمال الذي طاله، حيث أصبح لا يشرف بلدية بوزريعة ولا يتميز بالمواصفات اللازمة.
ملاعب جوارية بكل حي واسترجاع مساحات من العقار من جهة أخرى، أبدى إرادة في التكفل بالانشغالات وتجسيد المرافق المطلوبة، على غرار الملاعب الجوارية، إذ أكد أن هدف المجلس هو إنجاز ملعب جواري بكل حي به أرضية «ليس في السنة الأولى من العهدة بل تدريجيا»، كما تم أخذ قاعة متعددة الرياضات بطريق باينام غير مسيرة من قبل البلدية، مع اعتبار مخطط العمل الذي لم يغفل أيضا مشكل النظافة الذي يعود-حسب السيد قيطوني- إلى قلة الوسائل، حيث وجد المنتخبون عندما شرعوا في تسيير بوزريعة حظيرة البلدية شبه متوقفة تتكفل بملف النفايات بشاحنتين فقط، الأمر الذي اعتبره المتحدث مستحيلا لتنظيف بلدية فيها مئة ألف نسمة، كما حمّل «نات كوم» جانبا من المسؤولية لأنها مقصرة ببوزريعة، عكس ما تقوم به ببلديات الأبيار، حيدرة والجزائر الوسطى، ووجه نداء لمدير هذه المؤسسة من أجل أخذ هذه البلدية بعين الاعتبار وإعطائها حقها من أجل الحد من مشكل النفايات، فضلا عن تخصيص حوالي 10 ملايير سنتيم لتدعيم حظيرة البلدية «وهذا لا يمكن أن يكون قبل جانفي 2014 بسبب بطء الإجراءات». على صعيد آخر، اعترف المتحدث بوضعية سوق عمرون أحمد التي قال بشأنها؛ «أنا هنا لمحاربة الفوضى»، والمجلس حاول فتحها لكنه لم يستطع بسبب تحفظات جدية وقانونية من الوالي المنتدب، «لأنه من المستحيل فتحها في الوضعية التي توجد عليها، فطريقة إنجازها غير سليمة، ومنذ 1996 لم يستطع أي رئيس بلدية فتحها بسبب مشاكل جدية، حيث يتطلب التكفل بهذا الملف جرأة من المجلس للإفتاء في وضعيتها «وأنا لا يشرفني كابن بوزريعة أن تكون سوق بهذا الشكل وسط بوزريعة تضم حوالي 444 محلا مهملا»، مرجعا نقص الأسواق الجوارية إلى مشكل العقار، حيث يقوم المنتخبون باسترجاع مساحات من قواعد حياة كانت مؤجرة للخواص بمبلغ زهيد يقدر ب 300 إلى 400 دينار، وقد انطلقت العملية من خلال استرجاع قاعدة حياة «لافيجي»على أن تتواصل بالنسبة لعدة مواقع يصل عددها إلى سبعة ستسترجع تدريجيا. أما بالنسبة للفوضى في ركن السيارات، فأوضح السيد قيطوني أن لدى المجلس رغبة في إنهاء هذا المشكل من خلال إنجاز حظيرة بطوابق مكان تواجد سوق عمرون أحمد في حالة تهديمه «لا يوجد مكان أفضل منه وأتمنى أن يتجسد هذا المشروع بمساعدة وزارة النقل»، فضلا عن إعادة تهيئة الطرق الفرعية لفك الاختناق الذي تعرفه البلدية، منها طريق المقام الجميل وباشولي، حيث أعلنت المناقصة لإعادة تهيئتهما، إلى جانب الطريق رقم 9 الذي أصبح غير صالح وعدة طرق بأحياء قديمة، إذ منها ما لم يتم تهيئتها منذ الاستقلال. وبخصوص مشكل انزلاق التربة في بوسكول وباسكال، الأحياء الأخرى، أكد محدثنا أنه لا يمكن صرف أموال الدولة على أراضي للخواص، بل عليهم التكفل بأنفسهم بهذا الملف وبناء جدار سند لمواجهة انزلاق التربة، «طرحت المشكل على الوالي المنتدب والولاية وكان الرد صريحا يتضمن عدم إمكانية صرف أموال الدولة في ملكية خاصة»، كما عرج على قضية مئة محل التي اعترف ببقاء 46 محلا منها ببني مسوس معطلا، وعدم تسليم الجاهز منها بحي لافونتان بعد استكمال دراسة الملفات، إلى جانب مشكل السكنات غير اللائقة، حيث تم إحصاء حوالي 6 آلاف عائلة موزعة على 17 موقعا أهمها؛ بوسماحة، سيدي مجبر، المقام الجميل، بوفريزي، بعد الإعلان عن عملية ترحيل مقبلة، غير أن مير بوزريعة أكد أن عشرة أشهر فترة قصيرة جدا للتنمية ببلدية بوزريعة التي ترك من سيروها في السنوات الماضية إرثا ثقيلا.