دعا جون كيري أول وزير خارجية أمريكي وأرفع مسؤول حكومي في بلده يزور نصب هيروشيما منذ أن قصفت الولاياتالمتحدةالمدينةاليابانية بقنبلة نووية في 1945، الاثنين، إلى "وضع حد لتهديد الأسلحة الذرية". ووصفت اليابان زيارة كيري ونظرائه في مجموعة السبع "بالتاريخية"، التي جرت في إطار اجتماع تحضيري قبل قمة ستعقد في ماي المقبل. ووصل وزراء الخارجية قبيل ظهر الاثنين، إلى متحف نصب السلام الذي يشكل شهادة محزنة على القصف النووي الذي دمر المدينة وأودى بحياة 140 ألف شخص في السادس من أوت 1945. وكتب وزير الخارجية في الكتاب الذهبي للمتحف، إن "كل العالم يجب أن يرى قوة هذا النصب ويشعر بها"، كما ورد في النص الذي وزعته وزارة الخارجية الأمريكية. وأكد كيري الذي قاتل في حرب فيتنام قبل أن يصبح مشككاً في النزعة التدخلية للولايات المتحدة ومؤيداً لنزع السلاح، إن "هذا يذكرنا بقوة وقسوة بأن واجبنا لا يقتصر على وضع حد لتهديد الأسلحة النووية بل علينا أيضاً أن نفعل كل ما هو ممكن لتجنب الحرب". وبعد زيارتهم للمتحف الذي يعكس حجم الكارثة بصور قاسية، توجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع إلى الحديقة المحيطة به. ووضعوا أكاليل من الورود أمام القوس الذي يشرف على قبر دونت عليه أسماء الضحايا مع وعد حفر على الحجر "أرقدوا بسلام، فلن نسمح بتكرار هذه الفاجعة". واستقبلهم حشد من التلاميذ الذين كانوا يلوحون بأعلام الدول السبع (الولاياتالمتحدةواليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا) وقاموا بتسليمهم عقداً لطيور من ورق ترمز إلى السلام. وبدا كيري مبتسماً وصافح الأطفال قبل أن يقف متجهماً أمام النصب إلى جانب نظيره الياباني فوميو كيشيدا. ويمكن أن تمهد زيارة كيري لمشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع في 26 و27 ماي في الأرخبيل، وإن لم يتخذ أي قرار رسمي حتى الآن. وقد أعلن أوباما منذ 2009 تطلعه إلى "عالم بلا أسلحة نووية". ورداً على سؤال مساء الأحد حول ما إذا كان كيري سيعبر عن الأسف، قال دبلوماسي أمريكي، إن وزير الخارجية لن يقدم "اعتذارات" رسمية، لكنه مثل "كل الأمريكيين واليابانيين يتملكه الحزن". وأضاف المسؤول الأمريكي: "إنه موضوع عزيز على قلبه واعرف أن غداً سيكون يوماً مؤثراً جداً بالنسبة له". وسينشر بيان بعد اللقاء للدعوة إلى نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها. وقد بحث وزراء الخارجية مطولاً التهديد الكوري الشمالي. وطغت هذه الزيارة غير المسبوقة للولايات المتحدة وكذلك للقوتين النوويتين الأخريين في مجموعة السبع، فرنسا وبريطانيا، على المحادثات التي يجريها وزراء الخارجية حول القضايا الراهنة الكبرى. وقد بحثوا في اجتماعهم الذي يعقد وسط إجراءات أمنية مهمة وتمهد لسلسلة لقاءات قبل القمة، مسألة الإرهاب في إطار الملف السوري ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على حد قول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت. وشغلت الصين أيضاً حيزاً كبيراً في مناقشات مجموعة السبع التي تنوي إصدار وثيقة حول الأمن البحري في إطار سعيها للحد من طموحات بكين في بحار الصين. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا مجموعة السبع إلى عدم الخوض في "الخلافات التاريخية أو حتى النزاعات على الأراضي". وقال إن "ذلك لن يحل المشكلة بل سيؤثر على الأمن الإقليمي".