تعاني مدينة حاسي مسعود منذ سنوات، من مشكل كبير في توزيع المياه بالأحياء، سواء فيما يخص اهتراء شبكات المياه الصالحة للشرب، التي أصبحت تشكل هاجسا كبيرا لدى السكان أو في نوعية الخدمات المقدمة من طرف الشركة الجزائرية للمياه، حيث لم تعد ترقى إلى تطلعات سكان المنطقة بسبب نقص الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية لدى فرع هذه الشركة بعاصمة النفط. أضحت عديد أحياء حاسي مسعود في الآونة الأخيرة تشكو من العطش مع انقطاع متكرّر للماء الصالح للشرب، على غرار حي عيسات إيدير وحي 40 مسكنا، إلى جانب حي عبد القادر مقدم والأحياء الأخرى، لأسباب عديدة حسب تصريحات بعض السكان ل "الشروق"، فهناك نقائص عديدة على مستوى فرع الشركة، حيث سبق لهم رفع عديد الشكاوى لديها بسبب التسرّبات المنتشرة عبر عديد أحياء المدينة، والتي تتكرر كل مرة إلى جانب شحّ المياه في أغنى بلدية عبر التراب الوطني . وتتحجج إدارة فرع الشركة، حسبهم، بنقص العمال والإمكانيات، والمعدات والوسائل، وهو ما لم يتقبله عديد الزبائن، على اعتبار أن مدينة بحجم عاصمة البترول كان من المفروض أن لا تعاني من أزمة توفير المياه للزبائن، وهي مؤشرات أبرزها الواقع خلال السنوات الأخيرة، عقب اهتراء عديد نقاط شبكات المياه، وهو ما لم يستطع فرع شركة المياه السيطرة عليه بصفة كاملة نظرا لنقص العمال. واعترف عمال الشركة ذاتها ل" الشروق" بوجود نقائص كبيرة، وهي من كانت حاجزا لتغطية جميع النقاط، حيث أكد هؤلاء أنهم يعانون من مشاكل جمة، لاسيما فيما يخص نقص عمال الصيانة، حيث يوجد من يعمل لمدة شهرين وينتظر حقه من العطلة لكن نقص العمال حال دون ذلك، فضلا عن نقائص أخرى تتعلق بالإيواء، والإطعام، وهي تراكمات ساهمت بطريقة أو بأخرى في تدني الخدمات وصعوبة التحكم في تسرّب المياه التي نغّصت حياة المواطنين، إذ أن الماء متوفر بكثرة، لكنه لا يصل للزبائن نظرا لحجم التسرّب، حيث تحوّلت جل الشوارع إلى شبه مسابح. من جهة أخرى، يطالب السكان من السلطات المعنية بإعادة تجديد الشبكات وبرمجت مشاريع جديدة، على غرار تجديد الطرقات وقنوات الصرف الصحي، كون معظم الجهات تم تهيئتها، لكن يبقى ما هو موجود، تحت الأرض يختلف عما فوقها، وهو واقع رفضه الجميع مقارنة بالمعايير المعمول بها، علما أن هذه التسرّبات أثرت على التهيئة الجديدة. يذكر أنه ورغم أن السلطات المحلية ومنذ سنة تقريبا قررت إنشاء خزانين للماء بالقرب من مقر البلدية، إلا أن ذلك كله لم يحل مشكلة العطش بصفة نهائية، حيث لم يستغل هذين الخزانين إلى يومنا هذا.