تعرف شبكات مياه الصالحة للشرب اهتراء لا مثيل له في بلدية بلدة عمر بتقرت، ما شكل نقصا كبيرا في الإمداد بالماء، حيث تعاني المنطقة الفقيرة من أزمة في توفير المياه، سواء تلك المخصصة للشرب، أو الموجهة للاستعمال المنزلي، وهذا لأسباب عدة، من بينها نقص المخزون وغياب الموزعين، إلى جانب تصدعات على مستوى الشبكات. وحسب تصريحات عديد سكان المنطقة ل "الشروق"، فقد أصبح هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على حياتهم، كما سيؤدي إلى أزمة عطش حقيقية بالمنطقة، بعد تباينها في بعض الأحياء، فمعظم شبكات المياه مهترئة بنسبة كبيرة نتيجة قدمها وعدم تجديدها. وأفاد مواطنون أن هذه الشبكات أنجزت في تسعينيات القرن الماضي، ولحد اليوم لم يتم تجديدها، وهو أمر غير مقبول، حسبهم، بل أصبح يهددهم بالأمراض بسبب قدم الشبكات، إلى جانب تسرّبات المياه المنتشرة عبر عديد النقاط، وهو ما أدى إلى ضعف إيصال الماء لعدة مناطق تضم كثافة سكانية كبيرة. كل هذا يحدث أمام غياب عمال شركة الجزائرية للمياه، حيث يوجد مقر هذه الشركة بدائرة تماسين، وبالبرغم من تخصيص 05 عمال لبلدة عمر، إلا أن لا شيء تغير بخصوص التسربات التي حوّلت بعض الشوارع إلى مسابح وتزداد يوما بعد يوم، بل أضحت هذه الأخيرة تهدد العديد من المساكن بسبب تدفقها تحت المساكن، إضافة إلى ما تسببه من حفر بالطرقات بسبب المشكل ذاته. واستنادا إلى تصريحات السكان فهناك إحصائيات طبية بالمنطقة، تفيد بإصابة عديد القاطنين بالمنطقة وبالأخص الأطفال بأمراض الكلى نتيجة شرب الماء العالي الملوحة، والعدد مرشح للارتفاع كما سجلت بعض الوفيات أيضا. وفي ظل انعدام خزان كبير للمياه العذبة التي توزع من طرف الخواص عبر الشاحنات، جعل عديد منهم يعزف عن الذهاب إلى هذه المنطقة، حيث يصل بعض الموزعين من دئرة تماسين، وبعضهم من تقرت، كما توجد مراكز لخزانات يتم تعبئتها من شاحنات، تأتي خصيصا من سيدي خالد بولاية بسكرة، وبالرغم من الشكاوى المقدمة من طرف السكان حول هذا الموضوع لكن لا أحد تحرك من المسؤولين لحد الساعة. وفي نفس السياق، صرح بعض المواطنين ل" الشروق" أن منطقتهم يوجد بها بئر واحد على مستوى البلدية يزوّدهم بالماء، لكنه يبقى غير كاف، مع عدم وجود محطة لتحلية المياه، كما أن غياب شاحنات المياه الصالحة للشرب من طرف الخواص زاد من تذمرهم، كون جل الأسر فقيرة ولا تستطيع شراء المياه العذبة طوال العام، حيث تلجأ إلى استهلاك الماء المالح، ما أصبح يشكل خطورة على أفراد هذه العائلات.