كثرث احتجاجات سكان بلديات ولاية بجاية خلال هذه الصائفة، بسبب أزمة العطش وانعدام ماء الشرب في حنفيات سكان الأحياء والمناطق الريفية، بحيث لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل فيه احتجاجات المواطنين جراء الجفاف الذي لحق بحنفياتهم ويطالبون من المسؤولين المحليين بالإسراع في الاستجابة إلى مطالبهم وتزويدهم بهذه المادة الحيوية التي أصبحوا في أمسّ الحاجة إليها أمام الارتفاع المتزايد في درجة الحرارة التي حطمت هذه الأيام رقما قياسيا ببلديات الولاية ببلوغها 45 درجة، وعلى كل ورغم هذا النقص المسجل في ماء الشرب، إلا أن مصالح الجزائرية للمياه ببجاية أكدت أن 60 بالمائة من كمية المياه الموزعة يوميا تذهب في التسربات بسبب اهتراء شبكات التوزيع بنسبة تفوق 50 بالمائة ما يتطلب تخصيص عملية واسعة لتجديدها ومن ثم تزويد المواطنين بمياه الشرب· وأضاف مصدرنا أن الكميات الهائلة من المياه التي تذهب في التسربات تبقى وراء حدوث تذبذب ونقص في تزويد المواطنين بهذه المادة الحيوية معتبرا أن المشكلة المطروحة لا تتعلق بالتسيير بقدر ما هي تخص مشكلة اهتراء قنوات المياه كتلك الناقلة للمياه من الآبار والسدود ومختلف خزانات التوزيع عبر البلديات وهي النقطة السوداء التي يعاني منها قطاعه في ظل التدخلات اليومية لإصلاح هذه التسربات التي بلغت أزيد من 250 تسرب ثم تدخل الفرق المختصة لإصلاحها لضمان توزيع الماء على المواطنين بشكل عادي، وهي الوضعية التي أثقلت كاهل المؤسسة أمام التدخلات اليومية لإصلاح نقاط تسربات المياه وتعويض المضخات التي تتعرض للاحتراق والعطب كما هو الحال بالنسبة لمضخات منطقة العنصر (أزقزا) التي تتعرض في كل مرة للعطب والحرق تتسبب في معاناة سكان عاصمة الولاية وبلدية خراطة· وكنتيجة لذلك، فإن هذه الأعطاب والتسربات تكلف مصاريف كبيرة في ظل محدودية الإمكانيات المادية والمعنوية للجزائرية للمياه جراء معضلة الديون التي تتخبط فيها· وعلى صعيد آخر، فقد لاحظنا أن المخططات والبرامج التي تخصصها كل جهة وصية سواء تلك التابعة لقطاع الصحة أو للموارد المائية أو الهيئات المنتخبة تبقى غير فعالة ومحدودة النتائج في حالة ما لم تتلق ردودا إيجابية من قبل الفرد الذي يعد في حد ذاته طرفا حساسا في هذه المعادلة، خاصة من حيث التطبيق الفعلي للإرشادات والنصائح المنصوص عليها في البرامج المجسدة، إضافة إلى عدم مشاركته أو حتى عدم اهتمامه بالتدابير الواجب اتخاذها خلال موسم الاصطياف لتفادي أي تأثيرات سلبية· هذا وتتجاهل نسبة كبيرة من مختلف فئات المجتمع المعايير الصحية التي لا علاقة لها مباشرة باستهلاك مياه الصهاريج غير الصالحة للشرب لانعدام شروط النظافة والتخزين معا ومع ذلك تجد العائلات تقبل بصفة مستمرة على محلات بيع الماء الحلو في الوقت الذي تعرض هذه المادة في وسط غير ملائم وهذا بعدة أحياء وقرى وبلديات الولاية خاصة المتواجدة منها في المناطق الريفية، والأمثلة في هذا الشأن عديدة ومعلومة لدى الجميع لأن استعمال هذه المياه أصبحت أمرا طبيعيا تلجأ إليه كل الأسر تقريبا·