تشهد العديد من المناطق المحيطة بمدينة حاسي مسعود، بولاية ورقلة، مؤخرا وجود العديد من الحفارات البترولية العاملة، والتي بدأت أشغالها منذ عامين، حيث توجد حوالي أربع حفارات على بُعد كيلومترين فقط من المدينة، وهو ما جعل العديد من سكان المنطقة متخوفون من التهديدات البيئية التي قد تنجر عن هذه الأشغال، خاصة ما يتعلق بالثروة المائية والحيوانية، إضافة للأخطار المحدقة على سكان المنطقة. فإلى جانب هذه الحفارات توجد أخرى منذ أكثر من خمس سنوات، تعمل بالقرب من المدينة، فالمشكل الذي أصبح مطروحا وبات يشكل هاجسا لسكان المنطقة هو الحفريات والأنشطة التي تقوم بها الشركات في عمليات الحفر، وما ينجر عنها من تسربات لمختلف المواد الكيميائية والبترولية والتي تهدد حياة السكان، وهذا نظرا لما قد تشكله هذه المواد من تلويث للمياه الجوفية، حيث أن هذه الآبار ليست ببعيدة عن المنطقة العمرانية . وفي نفس السياق، يرى العديد من العارفين بهذا الشأن أن أغلب الشركات العاملة بهذه الحقول لا تراعي السلامة والأمن الصناعيين، في كيفية المحافظة وتطبيق الإجراءات اللازمة المتعلقة بتطبيق القوانين المعمول بها في مجال المحافظة على البيئة. ومن جانب أخر أصبح هذا المشكل يشكل تهديدا على الثروة الحيوانية بالمنطقة، خاصة أن هناك العديد من مربي الإبل بهذه المناطق المذكورة، حيث تعرضت العديد منها للنفوق خلال السنوات الماضية، ومازالت هذه المواد والمخلفات تحصد المزيد من رؤوس الإبل، بالرغم من قيام أصحابها برفع العديد من الشكاوى للسلطات المعنية لإنقاذ حيواناتهم من هذه المواد السامة والتي بدورها قد تصيب الإنسان، وهذا بتنقلها سواء عبر هذه الحيوانات أو المياه الجوفية. وبالرغم من الوعود التي قدمتها وزيرة البيئة السابقة دليلة بوجمعة، أثناء زيارتها مدينة حاسي مسعود في وقت سابق، والمتمثلة في اتخاذ إجراءات ردعية ومعاقبة كل من يخالف القانون فيما يخص المحافظة على البيئة، إلى جانب فرض مراقبة على هذه الشركات للحد من هذه الظاهرة، المتمثلة في إزالة النفايات وفي نفس السياق إيجاد حلول لهذا المشكل المطروح، لكن ذلك كله بقي مجرد وعود لم يتم تجسيدها في الميدان. من جهة أخرى أصبحت هذه النفايات البترولية تشكل خطرا على المنطقة، خاصة ما يتعلق بالحرائق التي تندلع بها بين الحين والآخر، أخرها الذي نشب منذ أسبوع بحوض للنفايات البترولية بوادي إرارة، بالقرب من حاسي مسعود، وهذا إثر رمي شخص لسيجارة فوق النفايات، ما تسبب في اندلاع حريق مهول بهذا المكان. وعلى هذا الأساس وبحسب هذه المعطيات، يطالب سكان حاسي مسعود من السلطات المعنية باتخاذ إجراءات وقائية وردعية على هذه المخاطر التي تتسبب فيها هذه الشركات النفطية دون حسيب ولا رقيب، قبل أن تقع الكارثة، سواء ما تعلق بتهديد الثروة الحيوانية والنباتية بالمنطقة، أو ما قد تشكله هذه النفايات من اندلاع للحرائق، ومعلوم أن مدينة حاسي مسعود هي منطقة مصنفة ذات أخطار كبرى.