رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعا أمس، رئيس الجمهورية، الشباب "الحراڤة" الى العدول عن الهجرة السرية والركض وراء الأحلام الزائفة بالقول "أهيب بشبابنا وشاباتنا الكف عن ملاحقة السراب الذي تخدعنا به فضائيات ومحطات تروج للزيف والرخاء وراء البحار". وأضاف أن ذلك يتحقق بالاعتناء بهذه الفئة "حتى يعي الدرس ويتسلم المشعل ويحافظ على الودائع والمكاسب وينطلق منها في مسارات التنمية الجادةو الاندماج والتعويل على العمل المثمر، العمل المنتج وأعمال العقل ضمن شروط إمكانات البلاد وخيراتها ". * وكان الرئيس يتحدث أمس، في رسالة بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 تحدث فيها عن الذكرى ورافع لأجلها مطولا بالقول إن "ثورة نوفمبر هي أخطر وأروع فعل خلاق صنعه الجزائريون أنهى القطيعة"، مشيرا الى "أن هذه الوقفة ليست من باب الترف والتدبيج الإنشائي الأجوف وإنما دعوة متجددة لهزهزة السواكن وتحذير من شرور الغوائل بضرورة المقاومة وحرص على ضرورة استخلاص الدروس واستقاء العبر لهذا الحدث الذي يجب أن "يظل جذوة متقدة في الأذهان وحافزا لشحذ الإرادات وقدوة في الإيثار والعزم ونكران الذات"، في رد ضمني على ما يثار حاليا من جدل تاريخي، واعتبر أن "النفس البشرية نزاعة الى النسيان وهو آفة قاتلة لاسيما إذا أصابت منا المرجعيات والأسس". * رئيس الجمهورية استغل المناسبة ليرافع مطولا عن الإنجازات التي تحققت ما بعد الاستقلال وبالأخص في السنوات الأخيرة تحت عهدته بالقول "إن الجزائر وعلى مدى السنوات الأخيرة أرست دعائم تنمية شاملة لا ينكرها إلا حاسد أو متطير متشائم النفس، فالإنجازات الشاخصة للعيان في مجال الهياكل القاعدية والطرقات والسدود والجامعات والمدارس والسكن والعمران بوجه عام والتربية والتكوين وتنشيط البحث العلمي ودعمه وتفعيل الإبداع الفني والثقافي، فضلا عن الاستقرار الذي تحظى به الجزائر، ما أكسبها مزيدا من المصداقية في الخارج كل ذلك وغيره يؤكد حقيقة التحولات الايجابية في مجال التنمية الوطنية "وهي القطاعات التي عرفت إصلاحات تحت إشرافه وبتعليمة منه، موضحا أن ذلك تحقق دون صخب إعلامي أو دعاية "اعتقادا منا أنه من واجبنا المقدس خدمة شعبنا بنفس الأمانة والعزم الذي خدم جيل نوفمبر". وصنف رئيس الجمهورية قانون الوئام المدني وبعدها المصالحة الوطنية ضمن الخيارات الصعبة التي أقدم عليها، لكنه أكد تمسكه بها، لأنها "وحدها كفيلة باستتباب الأمن وفرض السلم المدني وجمع كلمة الأمة وحشر المارقين التكفيريين في زاوية ضيقة"، مؤكدا أن هؤلاء "سيخسؤون بإذن الله". واعتبر الرئيس أن استقرار الوضع الأمني أولوية على خلفية أنه له تأثيرات مباشرة على الوضع الاقتصادي عندما قال إنه بفضل هذه الخيارات سنواجه الإعصار الاقتصادي وارتداداته.