أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة له بمناسبة ذكرى أول نوفمبر أن التكفيريين مآلهم الفشل والخيبة بإذن الله، مبينا في الوقت ذاته أن الجزائر قد خطت في السنوات الأخيرة خطوات جبارة في مجال التنمية. وأوضح رئيس الجمهورية أنه رغم صعوبات الخيارات التي أقدمت عليها الجزائر خاصة فيما تعلق بالوئام المدني والمصالحة الوطنية الشاملة، إلا أنها استطاعت أن تصمد بكل ثقة وإخلاص كما قال بوتفليقة الذي أردف أن ذلك يأتي من باب الإيمان '' بأن هذه الخيارات وحدها كفيلة باستتباب الأمن وفرض السلم المدني وجمع كلمة الأمة وحشر المراقين التكفيريين في زاوية ضيقة وسيخسؤون بإذن الله''، مضيفا أن هاته الخيارات لها تأثير على البعد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي نظرا لأن التنمية هي منظومة تتكامل فيها كافة المعطيات المادية والمعنوية. وأفاد بوتفليقة أنه بفضل هذه الخيارات سنواجه الإعصار الاقتصادي وارتداداته، مبينا أن الهم الأكبر للدولة يبقى هو تعويض الريع النفطي بالقيمة المضافة للعمل المنتج ماديا وذهنيا وتكنولوجيا من خلال اللجوء إلى خيارات أخرى في الزراعة والصناعات المتنوعة لاسيما التحويلية والاهتمام بالطاقة خارج مجال المحروقات والخدمات. وذكر بوتفليقة أن الجزائر وعلى مدى السنوات الأخيرة أرست دعائم تنمية شاملة لا ينكرها إلا حاسد أو متطير متشائم النفس، مبينا أن الإنجازات ''الشاخصة للعيان'' المتعلقة بالهياكل القاعدية والطرقات والسدود والجامعات والمدارس والسكن والعمران بوجه عام والتربية والتكوين وتنشيط البحث العلمي ودعمه وتفعيل الإبداع الفني والثقافي، إضافة إلى الاستقرار الذي تحظى به البلاد قد أكسب الجزائر مزيدا من المصداقية في الخارج على حد ما قال رئيس الجمهورية الذي اعتبر ذلك تأكيدا على حقيقة التحولات الايجابية في مجال التنمية الوطنية . واستغل الرئيس ذكرى ثورة التحرير ليدعو الشباب إلى الاندماج في مسعى التنمية والبناء والتعويل على المعمل المثمر وأعمال العقل ضمن شروط إمكانيات البلاد وخيراتها و كذا ''الكف عن ملاحقة السراب الذي تخدعنا به فضائيات ومحطات تروج للزيف والرخاء وراء البحار''، موضحا أن الاعتبار اليوم بما فعله جيل الأمس يكون من خلال الاعتناء بالشباب ''بوصفه امتدادا لسلفه حتى يعي الدرس ويتسلم المشعل ويحافظ على الودائع والمكاسب وينطلق منها في مسارات التنمية الجادة''، يضيف بوتفليقة .