رئيس الحكومة احمد اويحي تلقت عدة هيئات ومؤسسات الدولة التي لها علاقة بتسيير الكوارث الطبيعية تعليمة حكومية تلزم إطاراتها وعامليها بالمداومة الليلية، تحسبا لوقوع أي طارئ، قصد تمكينهم من التدخل السريع، للحد من حجم الخسائر التي قد تتسبب فيها تلك الكوارث. * وجاءت هذه التعليمة الحكومية بعد أن تكرر أسلوب مواجهة الكوارث الطبيعية عبر عدد من الولايات، من بينها غردايةوبشار وعين الدفلى، والتي أسفر عنها وقوع خسائر في الأرواح والمباني والهياكل القاعدية، خصوصا في غردايةوبشار. كما تتزامن التعليمة ذاتها مع التنبؤات التي قدمتها مصالح الأرصاد الجوية بخصوص حدوث تقلبات بالمناطق الوسطى للبلاد، التي كانت منتظرة نهاية الأسبوع الماضي، لكن يبدو أنها تأخرت عن الوصول، وتخص التعليمة كافة المؤسسات التي أوكلت لها مهمة تسيير الكوارث الطبيعية، إلى جانب مصالح وزارة الداخلية، وهو إجراء احتياطي من الحكومة من أجل تحسين طرق وأساليب التدخل لمعالجة الكوارث الطبيعية، من خلال جعلها أكثر فعالية ونجاعة. * علما أن الأمطار الطوفانية التي خصت بعض الولايات خلال الأسابيع الماضية تزامن تساقط أغلبها مع فترة الليل، ما أثر على حصيلة الضحايا وكذا الخسائر المادية، لذلك، فإن إلزام الإطارات بالمداومة ليلا سيساهم في شكل مباشر في ضمان أحسن تكفل بالمتضررين من الكوارث الطبيعية عند وقوعها، من خلال التدخل السريع، وتجنيد الجهات التي لها صلة بتسيير الكوارث، من بينها مصالح الأمن والحماية المدنية. * وبحسب مختصين، فإن شهر نوفمبر يعد الفترة التي تتساقط فيها الأمطار بشكل وفير بالجزائر، بدليل أن جل الفيضانات حدثت خلال هذا الشهر، فضلا عن كون الفترة الحالية تتزامن مع انطلاق موسم الأمطار بصورة عامة، ما يستدعي ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم انتظار وقوع الكارثة من أجل معالجتها. * وقد أثبتت التجربة بأن التحضير مسبقا لوقوع الكوارث وكذا إعلام المواطنين بالتقلبات الجوية المحتملة قلص بشكل كبير من رقعة الخسائر، فقد كانت فيضانات بشار التي وقعت خلال الشهر الماضي، رغم حجمها، أقل بكثير من فيضانات غرداية من حيث حجم الخسائر، إذ لم يتم تسجيل وقوع أي ضحية في بشار التي أعلم سكانها مسبقا بالتقلبات الجوية، في حين تجاوز عدد قتلى فيضانات غرداية 30 شخصا.