تم أمس بالقاهرة استعراض التجربة الجزائرية في مجال الوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية الكبرى والتصدي لها خلال أشغال لجنة متابعة تنفيذ آلية التنسيق بين الأجهزة العربية المعنية بالكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ التابعة للجامعة العربية· وقد أبرزت الورقة الجزائرية التي قدمها ممثل وزارة السكن والعمران خلال هذا الاجتماع المراحل التي مرت بها الجزائر منذ السبعينيات، خاصة وأنها تقع في نطاق نشاط زلزالي مباشر إلى غاية ديسمبر 2004 حيث تم سن قانون شامل يتعرض إلى الوقاية من أخطار الكوارث الكبرى وتسييرها· وتناولت الورقة الجزائرية الموضوع من خلال عدة مراحل تتمثل المرحلة الأولى في البحث والدراسة في مجال الوقاية ومعرفة مدى الإخطار وإعداد خطط الوقاية والأجهزة والوسائل الملائمة· بينما تطرقت المرحلة الثانية إلى فترة وقوع الكارثة وكيفية التعامل معها وطرق التدخل وأجهزته بعد تحديد نوعيتها وحجمها وكذا التنسيق بين مختلف المصالح الوطنية المعنية· أما المرحلة الأخيرة فتخص الفترة بعد الكارثة وتعني بتقدير الاحتياجات لمواجهة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الكارثة ومراجعة الإمكانيات المتاحة البشرية والفنية والمادية لمعالجة أثارها ومتابعة تنفيذ خطط المعالجة وإعادة الأعمار والبناء· كما تعرضت المذكرة الجزائرية إلى كيفية الاستعداد للكارثة منها الاستعداد المادي المباشر والمتمثل في الإغاثة والإنقاذ وعلاج المصابين وغيرها· ويشمل الاستعداد كذلك الجانب الإعلامي وتسييره والتوعية بالكوارث والاحتياط منها وكيفية إعلام المواطن وتصرفه أثناء وقوع الكارثة وكذا التنسيق بين المناطق الأخرى من الوطن في مجال المساعدات· وكانت اللجنة قد درست كذلك في أشغالها أمس حسب مصدر من الجامعة العربية برنامج الخطة التنفيذية لعمل اللجنة وكذلك الخطط الوطنية للاستعداد للكارثة سواء قبلها أو بعدها ومسألة إنشاء مراكز وطنية لهذا الغرض في كل دولة عربية ومناقشة الاستعدادات العربية لتشكيل مخزون احتاطي لتلبية احتياجات الإغاثة في الدول العربية· وقد طالبت الجامعة العربية من المنظمات العربية المتخصصة أعضاء هذه الآلية تنفيذ ما جاء من خطط العمل التنفيذية وتشكيل إدارات للكوارث والأزمات وحالات الطوارئ· كما ناقشت اللجنة مشروع بروتوكول عربي للتحرك السريع بين الخبراء والمعدات أثناء وقوع الكوارث أو الأزمات في حالات الطوارئ في إحدى الدول العربية والاستفادة من البروتوكولات شبه إقليمية المتاحة حاليا بشأن هذا الموضوع· ويذكر أنه تم إنشاء آلية التنسيق بقرار من مجلس الجامعة العربية على مستوى قمة الجزائر في سنة 2005 وتكتسب أهميتها نظرا لتعاظم الاهتمام العالمي في السنوات الأخيرة بخطر الكوارث والاستعداد والتصدي لها على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وذلك في ضوء تزايد الخسائر الناتجة عن هذه الكوارث· وتعمل هذه اللجنة على تعزيز وتنسيق الجهود الوطنية والعربية والدولية في مجال الحد من الكوارث الطبيعية وأعمال الإغاثة والإنقاذ· كما تسعى اللجنة إلى تحقيق المواءمة بين برامج المنظمات والمؤسسات العربية والوكالات الدولية وكذا المنظمات غير الحكومية العربية والإقليمية والقطاع الخاص وأولويات العمل في مجال الحد من أثار الكوارث وحالات الطوارئ وأعمال الإغاثة والإنقاذ للدول العربية· كما تعمل على تعزيز التنسيق بين الجامعة العربية ومجالسها الوزارية ومنظماتها المتخصصة وهيئة الأممالمتحدة والمنظمات والهيئات العربية والدولية الأخرى· وكان موضوع الوقاية من الكوارث الطبيعية والتصدي لها قد تمت مناقشته في قمة الجزائر باعتبار أن أكثر من نصف الدول العربية يقع في نطاق نشاط زلزالي مباشر حسب المختصين· وقد وافقت القمة على إنشاء المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى المقرر أقامته في الجزائر· ويعتبر هذا المركز الذي لم ير النور بعد بسبب تأخر بعض الدول في إيداع وثائق تصديقها على هذا الاتفاقية عضوا في لجنة متابعة تنفيذ آلية التنسيق بين الأجهزة العربية المعنية بالكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ· وفي انتظار إنشاء هذا المركز كلف المركز الوطني للبحث في هندسة مقاومة الزلازل بالجزائر بمهام المركز العربي·