لا يزال سكان بلدية سيدي بايزيد شمال الجلفة يعانون عديد المشاكل والنقائص التي نغّصت حياتهم، خصوصا سكان الأرياف والتجمعات السكنية كمنطقة "القندوزة"، حيث لم تتغير ملامح حياتهم من السنوات الصعبة التي عاشوها أيام الأزمة الأمنية حين كانت الجماعات الإرهابية تنشط على حواف جبل الصحاري وشهدت الكثير من العمليات الإرهابية والمجازر التي أرغمت الكثير من الأسر على ترك أراضيهم وممتلكاتهم، ليعودوا إليها بعد استتباب الأمن وتحسن الظروف الأمنية. وغياب مشاريع التنمية ونقص رهيب للكهرباء والطرقات يطالب سكان المنطقة بإنجاز أشغال تهيئة الأحياء داخل البلدية التي تعاني أغلبها من الاهتراء، وهو ما وقفنا عنده خلال جولتنا التي قادتنا إلى هذه البلدية، حيث كانت الطرق مليئة بالمطبات والحفر وهذا ما يؤكد غياب الكثير من المشاريع الخاصة بمد الطرقات والممرات، ورغم أن نشاط سكان البلدية يتمثل في الرعي والفلاحة إلا أن المنطقة لم تأخذ حقها من برامج الدعم الفلاحي ومن المشاريع الكبرى التي تمكن السكان من الشغل وإيجاد مصادر رزق دون التنقل يوميا إلى مختلف البلديات الكبرى، ومن خلال التصريحات التي جمعناها من طرف عدد من السكان هو الإجماع على ضرورة أخذ بلديتهم كاستثناء ومدها بمشاريع كبيرة ومن مختلف القطاعات، خصوصا التربية والصحة والفلاحة والطرقات، بالإضافة إلى الكهرباء الريفية. وبالمقابل توصلنا بعد هذه الجولة إلى الوقوف عند عودة أغلب الذين غادروا البلدية أيام الأزمة الأمنية إلى أراضيهم، ولمسنا رغبتهم في إعادة إعمار مناطق سيدي بايزيد التي تعتبر من المناطق المساعدة على النشاط الرعوي والفلاحي. الصحة والغاز والإنارة العمومية حلم السكان من جانب آخر تمثل التغطية الصحية مشكلة أخرى، فالوحدة الصحية المتواجدة بالبلدية لا تعكس المهمة التي أنجزت لأجلها، فهي لا تكاد توفر أدنى خدمة بسبب افتقارها للتأطير وهذا ما يجعل الكثير من الأسر تضطر إلى صرف أموال كثيرة على التكفل بمرضاهم لنقلهم لدائرة حاسي بحبح أو إلى عاصمة الولاية، بالإضافة إلى نقص الإنارة العمومية التي تمثل مشكلا آخر جوهريا لدى السكان. وأجمع عدد من السكان الذين إلتقيناهم على ضرورة التفات السلطات الولائية إلى قضاياهم ومشاكلهم وبرمجة مشروع إيصال الغاز الطبيعي للتجمعات السكانية التابعة للبلدية والذي يظل أولوية الأولويات في نظرهم، على غرار باقي بلديات الولاية الأخرى، وهو المشروع الذي من شأنه أن يجعل نهاية للمعاناة التي تحوّلت إلى مسلسل كل شتاء بسبب ندرة غاز البوتان الذي يعرف خللا في التوزيع خاصة في فصلي الخريف والشتاء.