لم يتغير واقع حال سكان بلدية سيدي بايزيد بولاية الجلفة، حيث تبقى بعيدة كل البعد عن أدنى مظاهر التنمية كفك العزلة والتهميش وإنقاذ سكانها من الفقر الذي اتسعت رقعته، ناهيك عن عدم توفر مختلف شروط الحياة الكريمة. بلدية سيدي بايزيد هي إحدى البلديات الواقعة بالحدود الشرقية لولاية الجلفة والتي كانت إلى وقت قريب مسرحا لمختلف العمليات الإرهابية زمن العشرية السوداء؛ فقد عانى سكانها الكثير جراء ضربات الإرهاب الهمجي الذي قضى على كل شيء من شأنه تقديم ولو خدمة عمومية لأبناء الجهة الذين يفتقرون إلى الكثير من المرافق الضرورية والتي من شأنها تحسين الإطار المعيشي لهم بعدما دفعوا ضريبة غالية من خسائر على مستوى الأرواح والممتلكات زمن الحقبة الدموية؛ الشيء الذي خلف في نفوس أهالي المنطقة الحسرة والمرارة، عدم الاهتمام واللامبالاة من قبل السلطات الوصية في التخفيف من معاناتهم. وفي مقابل ذلك، اعتمد السكان على سواعدهم في خدمة الأرض علها تجود عليهم بما تكتنزه من خيرات، بالنظر لطبيعة المنطقة ذات الطابع الفلاحي الرعوي الذي يعتبر مصدر رزق سكان المنطقة، إلا أن هذا القطاع لا زال يعاني الكثير من الصعوبات، فمختلف مشاريع الدعم الفلاحي لاقت فشلا ذريعا نتيجة العديد من المشاكل أبرزها نقص مياه السقي بسبب ندرة المياه الجوفية أو إلى عدم قدرة المضخات، الأمر الذي أدى إلى إتلاف مساحات زراعية معتبرة، إلى جانب انعدام الكهرباء الريفية لتغطية هذه المحيطات الفلاحية. وفيما يتعلق بقطاع الري والتهيئة العمرانية تعرف بلدية سيدي بايزيد، ضعفا كبيرا فشبكات توصيل مياه الشرب لم تعرف عمليات توسعة منذ عدة سنوات أمام، كما تشكل ملوحة مياه الشرب مشكلا لسكان المنطقة الذي يعمدون إلى اقتناء مياه الصهاريج بأسعار مرتفعة بالرغم من المخاطر الناجمة عنها. على صعيد آخر، تظل وضعية الطرقات والممرات بالمدينة تشهد حالة من الاهتراء نتيجة كثرة الحفر، وهو ما يعيق حالة المرور. كما تعاني المنطقة من ضعف كبير في الخدمات الصحية، حيث إن الوحدة المتعددة الخدمات لا تحمل من الصحة إلا الاسم لافتقارها لمختلف التجهيزات الطبية ونقص الأدوية وأجهزة الكشف بالأشعة، الأمر الذي دفع بسكان الجهة إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات المدن المجاورة.