صفقة ثمنها ِرقاب الجزائريين تتوالى الأنباء والمعلومات، ليتأكد أن "تحرير" الرهينتين النمساويتين، كان بالفعل ثمرة "مفاوضات" مشبوهة بعيدا عن موقف ومحل الجزائر من إعرابها، فبعد المعلومات التي ورطت "مؤسسة القذافي" في لعب دور الجمعية الخيرية ودفع ما قيمته 5 ملايين أورو لفائدة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أشارت معلومات إضافية، أن السلطات المالية لجأت إلى الإفراج عن إثنين من الإرهابيين المبحوث عنهم من طرف الأمن الموريتاني، نظير إطلاق سراح المختطفين. * وبناء على هذه المعطيات، تسجل أوساط مراقبة، أن لعبة الصفقة كانت مزدوجة ضد الجزائر، فليبيا تكفلت بتوصيل الفدية، ومالي حرّرت نشطاء موريتانيين ضمن تنظيم "الجماعة السلفية"(...)، وقد إنتهت "الوساطة" و"المفاوضات" بتحقيق مصلحة مزدوجة بين المفاوضين والخاطفين.. الإرهابيون قبضوا أموال الفدية وحرّروا زملاءهم المتخصصين في صناعة المتفجرات، والنمسا إستفادت من "تحرير" رعيتيها، لكن السؤال الذي يطرحه مراقبون: ما ذا إستفادت كلا من ليبيا ومالي من هذه الصفقة الغامضة؟. * إلى أن يتضح "المقابل" الذي يكون إستفاد منه الطرفان اللذان "فاوضا" الإرهابيين ومكناهم من الفدية، الأكيد حسب ما يعاينه ملاحظون، هو أن الصفقة والمقايضة كانت في كل الأحوال ضد الأمن والإستقرار في الجزائر، وتحلب بالتجزئة والجملة في وعاء إحياء وإنعاش النشاط الإرهابي من خلال تزويده بأموال تخرج الإرهابيين من "الأزمة" المفروضة عليهم جراء الحصار والمطاردة المفروضة عليهم من طرف مصالح الأمن وقوات الجيش. * وتشير أوساط متابعة لإستراتيجية التنظيمات المسلحة، إلى أن السيناريو الغريب والمشبوه الذي إنتهى عنده إختطاف الرهينتين النمساويتين، يرسخ إمتدادات الإرهابيين الناشطين بالجزائر وعلاقاتهم الأخطبوطية بأطراف خارج الحدود الوطنية، بينهم عصابات التهريب وبارونات تبييض الأموال ومسؤولين أجانب ورطتهم قضية السائحين النمساويين في جريمة تموين وتمويل وتأمين الإرهابيين بعيدا عن المواثيق الدولية وأعراف حسن الجوار والحدود المشتركة. * وينبغي التذكير، بأن خاطفي السائحين النمساويين، كانوا قد رفعوا بداية عملية الإختطاف، بعض المطالب الموجهة تحديدا للجزائر، بينها إطلاق سراح المدعو "عبد الرزاق البارا"، مقابل تحرير الرهينتين، غير أن السلطات الجزائرية سدّت أذانها من زاوية عدم التفاوض مع إرهابيين وعدم التنازل والإستجابة لتهديداتهم وإبتزازهم، غير أن "الجماعة السلفية" إستقبلت إستقبالا حافلا من طرف دول مجارة، إستجابت لمطالبها، فمنحتها الفدية وأفرجت عن نشطاء إرهابيين ضمنوا "صداقة" وتحالف هذه البلدان المتمردة عن القانون الدولي، وسيواصلون إرهابهم في حق الجزائريين!.