تمكنت الرهينتان النمساويتان المحتجزتان من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأول مرة منذ اختطافهما في 22 فيفري الماضي بتونس من التواصل هاتفيا مع عائلتيهما ومسؤول رسمي نمساوي أول أمس الجمعة ، وذلك وسط جهود دبلوماسية ومفاوضات تقوم بها فيينا مع الخاطفين لإطلاق سراحهما منذ مدة تقارب الثلاثة أشهر . * وكشفت مصادر قريبة من الملف لإذاعة فرنسا الدولية السبت أن الخاطفين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سمحا للرهينتين فولفغانغ ايبنر51 سنة و اندريا كلا يبر 44 سنة بالتواصل عبر هاتف خلوي مع أقرباء لهما إلى جانب مسؤول رسمي نمساوي لم يكشف عن هويته ، وذلك لأول مرة منذ اختطافهما وهي مدة تقارب الثلاثة أشهر والنصف ، حيث كانت هذه الخطوة هامة للاطمئنان على وضعية الرهينتين الصحية حيث وصفتها ذات المصادر ب " العادية وأنهما يقاومان إلى حد الآن هذا الوضع " رغم وجود مظاهر تعب على المرأة . * وتجري المفاوضات بين السلطات النمساوية و المختطفين الذين يرجح وجودهم شمال مالي منذ مدة بصفة تحاط بالسرية التامة وبعيدا عن وسائل الإعلام وكان آخر تصريح للمفاوض النمساوي" انطون بروها سكا " من باماكو منذ حوالي أسبوعين قد أكد فيه أن " المفاوضات مع الخاطفين تسير بصفة بطيئة لكننا نثق في هذا المسار " . * وفي سياق إعطاء دفع لمساعي إطلاق سراح الرهينتين قامت وزيرة الخارجية النمساوية الأسبوع الماضي بزيارة خاطفة لكل من مالي والجزائر قالت ذات المسؤولة أن هدفها كان الحصول على دعم من المسؤولين على أعلى مستوى بالبلدين لحل هذه القضية حيث أجرت اورسولا بلا سنيك محادثات مع الرئيس المالي امادو توماني وعبرت عن شكرها للدعم الذي وفرته سلطات باماكو للمفاوضين النمساويين من اجل إطلاق سراح الرهينتين . * ولم تتسرب لحد الآن معلومات عن مسار المفاوضات بين المختطفين والسلطات النمساوية والتي انطلقت مباشرة بعد إعلان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 10 مارس الماضي مسؤوليته عن اختطاف الرهينتين النمساويتين من جنوبتونس بتاريخ 22 فيفري كما ربط الإفراج عنهما بإطلاق سراح إرهابيين من التنظيم في السجون التونسية والجزائرية إلى جانب معلومات أخرى تداولتها وسائل إعلام مفادها اشتراط الخاطفين لفدية بقيمة 5 ملايين اورو لإطلاق سراح الرهينتين على غرار ماحدث عام 2003 مع الرهائن الألمان الذين اختطفتهم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة عبد الرزاق البارا المعتقل حاليا بالجزائر