انتشرت في الآونة الأخيرة بالمؤسسات التربوية بعاصمة الجنوب الشرقي ورقلة، ظاهرة استغلال الهواتف الذكية من قبل تلاميذ الطورين الثاني والثالث، وتعدّى الأمر إلى تصفح المواقع المحظورة لاسيما مع بروز الجيل الثالث والرابع في مجال الاتصالات والتدفق العالي للإنترنت، حيث أصبح من السهل لكل شخص الحصول على شريحة لاستغلالها في الأغراض العلمية والترفيهية. أصبح استغلال التلاميذ لهذه التكنولوجيا الحديثة يشكل هاجسا وخطرا حقيقيا على مستقبلهم الدراسي، الأساتذة بدورهم وكذا الطاقم التربوي بالمؤسسات التعليمية خصوصا الطور الثاني والثالث يعانون وبشكل مباشر من الظاهرة، التي شغلت بال كل إطار في قطاع التربية نظرا لحساسية الموضوع وخطورته على الطلبة، خصوصا استغلال هذه التكنولوجيا الحديثة في تصفح المواقع الإباحية، ضاربين عرض الحائط برنامج أمان الذي من شأنه الحفاظ على سلامة الأجهزة الذكية من مشاهدة أو تصفح مثل هذه المواقع المشبوهة. ويشتكي العديد من الأساتذة من الإحراج الذي أصبح يسببه لهم بعض التلاميذ داخل الفصل الدراسي أثناء أداء مهامهم، لاسيما في المكالمات الهاتفية أو تصفح المواقع المختلفة كالدردشة في الفايسبوك وغيرها، ناهيك عن أصوات الرنات التي تحدث من حين لآخر، حيث أدت في الكثير من الأحيان إلى صراع داخل الفصل والمشادة بين الأستاذ والطالب حسب تصريح عديد الأساتذة. وأكد المختصون في الميدان ل"الشروق" على أن التكنولوجيا الحديثة لا مناص منها وهي وسيلة تكميلية لمعارف التلميذ إذا استغلت بالشكل العلمي والمعرفي كما ينبغي، في الوقت الذي شدد فيه هؤلاء على ضرورة متابعة الأولياء لأبنائهم وتوجيههم التوجيه الأمثل في طريقة استعمال الهواتف الذكية واستغلالها في المراجعة والدراسة، في الوقت ذاته واجب المؤسسات التربوية حسب هؤلاء متابعة مراقبة التلاميذ عند دخولهم للمؤسسة التربوية ولحجرات الدراسة من أجل فتح المجال للتركيز على الدروس واستيعابها بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي من شأنها تشويش أفكار التلميذ. وقد عانت المؤسسات التربوية من قبل من ظاهرة الغش في الامتحانات، باستعمال الهواتف الذكية والحالات في ذلك نادرة، إلا أن الكثير من المتتبعين لهذا الشأن يتخوفون من انتقال العدوى لبقية الطلبة، فتنجر عنه كوارث مخيبة لآمال السلك التربوي في نتائج الطلبة خصوصا سنوات النهائي وهم على أعتاب أسابيع قليلة من امتحان البكالوريا. فيما يرى البعض الآخر أن المسؤولية الكبيرة في تفاقم الظاهرة المذكورة، تقع على الأولياء الذين يشجعون أبناءهم على استعمال هذه الهواتف الذكية، عوض تحذيرهم من مخاطرها وعواقبها الوخيمة، يعمد الآباء إلى تكريم أبنائهم بهواتف نقالة ذكية حسبهم.