يعاني عديد عمال الشركات النفطية بمختلف أحواض النفط بالجنوب، لاسيما حاسي مسعود من أمراض مختلفة ومتعددة، حسب إحصائيات طبية مؤكدة من طرف عديد الأطباء الأخصائيين العاملين بهذه الشركات. وتفيد ذات الإحصائيات المسجلة خلال سنة واحدة، أن ما نسبته 50 من المائة من العمال العاملين بهذه الشركات، مصابون بأمراض مزمنة منها العمى والجنون وضغط الدم والسكري بسبب ضغط العمل. وتأتي في مقدمة الأمراض المسجلة، مرض القلب والعمى، الناتج عن الإصابة بداء السكري نتيجة لعدة أسباب فرضتها الظروف المحيطة بالعمل، إلى جانب عوامل أخرى متعددة. وحسب تحاليل أجريت على عديد عمال شركة سوناطراك، فإن نسبة هذه الأمراض أصبحت في تزايد مستمر لدى عديد العمال، ما يفسر وجود أسباب عديدة لهذه الأمراض التي أصبحت تنذر بمؤشرات سلبية عن الأنشطة التي يقوم بها عمال الشركات النفطية بعمق الصحراء، فبالإضافة إلى عامل الطبيعة الصعب والظروف المحيطة بها يوجد عامل آخر أكده عديد الأطباء وهو نوعية الوجبات المقدمة من طرف إدارة الشركة، حيث أغلب هذه الوجبات تقدم باردة، إضافة لمصادرها حيث يتم نقل هذه المواد خاصة في الورشات المنتشرة بالصحراء، وهي محفوظة في درجة حرارة مجمدة لمدة طويلة، ما يفقدها كل العناصر الأساسية، وهي بدورها تؤثر على صحة العمال. وأكد مصدر طبي أن هذا العامل هو أساسي ويؤثر بصفة كبيرة، ويساهم بشكل فعال في بروز مثل هذه الأمراض على المدى الطويل. من جهة ثانية، فإن العمل في مجال الحقول النفطية والمحروقات بصفة عامة وخاصة في الصحراء والأماكن البعيدة عن العمران يجب ألا يتعدى 05 سنوات استنادا، إلى دراسات علمية صادرة عن المعهد الأمريكي للصحة العمومية، إلى جانب دراسات علمية عديدة تفيد بضرورة أن لا يتعدى العمل في هذا المجال السنوات المذكورة آنفا. وبالمقارنة بالواقع الموجود لدى عديد الشركات العاملة بحاسي مسعود في المجال النفطي، نجد أن أغلب العمال يقضون 30 إلى 40 سنة عمل متواصل في الشركة، ولعل ذلك ما بات جليا وهو ما تؤكده هذه الدراسات ويفسر تزايد هذه الأمراض على صحة العمال. ويعاني عديد العمال بهذه الشركات من متاعب صحية، وهو أكدته ل "الشروق" مصادر طبية، حيث أن ما نسبته 50 من المائة مصابون بمختلف هذه الأمراض منها العمى الذي يصيب مرضى السكري غالبا. وإلى جانب ذلك توجد عوامل أخرى منها الفترة المحددة للعمل بهذه الشركات والمقدر في أغلب الأحيان 12 ساعة متواصلة، وهي فترة طويلة تؤثر على مزاج الإنسان من الناحية النفسية، ناهيك عن ضغوطات العمل بالورشات النفطية المعزولة في الصحراء التي تصيب العمال بالجنون، زيادة على البعد عن الأسرة بصفة دورية كل شهر. وتسجل الشركات ما بين 5 إلى 6 وفيات سنويا خلال فترة العمل، بسبب هذه الأمراض وهو مؤشر خطير، يستلزم إيجاد حلول وقائية للحيلولة دون انتشار هذه الأمراض أو على الأقل التقليل منها.