"انافور"التابعة لسوناطراك تشكو تزايد أعداد عمالها المصابين بالسمنة و السكري و ارتفاع الضغط سجل الأطباء العاملون بشركة "انافور"الشركة الفرعية لمجمع سوناطراك التي يوجد مقرها بحاسي مسعود بولاية ورقلة معاناة عدد متزايد من موظفي الشركة من مشاكل صحية تتعلق أساسا بالسمنة و السكري و ارتفاع ضغط الدم. مما دفع بعضهم إلى الاتصال بأطباء آخرين بمصلحة الأمراض الباطنية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة يجرون دراسات حول علاقة الأمراض المرتبطة بعملية الأيض، بنمط التغذية في إطار مخبر أبحاث السكري التابع لكلية الطب بجامعة منتوري و تم الاتفاق بين هؤلاء الأطباء على التعاون مع الأساتذة الباحثين العاملين بمخبر التغذية و التغذي و الصحة و التكنولوجيات الزراعية الغذائية بمعهد التغذية و التغذي و تم ترسيخ الشراكة في أفريل 2012 ضمن اتفاقية سارية المفعول من أجل ارساء قواعد و أسس تغذية صحية متوازنة تضمن لموظفي "انافور" ، صحة أوفر و نشاطا و حيوية أكثر و مردودية أفضل، حسب الدكتور جمال الدين مخانشة، الأستاذ الباحث في علم التغذية و التغذي. الشراكة التي تتواصل إلى غاية أفريل 2014،تتضمن تطبيق برنامج تكويني و تأهيلي يتضمن ثلاثة محاور أساسية هي الغذاء و التغذي و الصحة الغذائية تحتوي على العديد من المواد يستفيد منها بشكل دوري أعضاء الطاقم الطبي و عددهم 50 طبيبا و المكلفين بالإقامة و الإطعام بالشركة و عددهم 80 شخصا على يد أطباء متخصصين بالأمراض الباطنية و أساتذة جامعيين متخصصين في التغذية و التغذي قال عضو مخبر التغذية و التغذي و الصحة في اتصال بالنصر مشيرا إلى أن هذا التكوين ترافقه أبحاث و دراسات ميدانية حول نمط معيشة و نوعية تغذية العمال و مختلف نشاطاتهم و مشاكلهم الصحية ان وجدت،و كذا نوعية الوجبات و محتوياتها و طرق حفظ الأطعمة و تحضيرها و طهيها ...إلخ. و تقوم بها إلى جانب الأساتذة المؤطرين ،مجموعة من الطلبة الباحثين الذين يحضر خمسة منهم أطروحات دكتوراه و اثنان رسالتي ماستر الى جانب طالب يحضر شهادة تخرجه كمهندس.فالمعروف أن عمال انافور على غرار معظم القادمين من شمال البلاد للعمل بجنوبها، يقيمون بعيدا عن منازلهم و أسرهم بالقرب من مقر عملهم و يتناولون وجباتهم بالمطاعم الجماعية التي تخصصها لهم شركتهم . و قد رصد الفريق الطبي الذي يتابعهم بالشركة ظهور اضطرابات صحية و أمراض لدى الكثير منهم و في مقدمتها السكري و ارتفاع ضغط الدم. و بينت المعلومات الأولية المستقاة من هذه الأبحاث المتواصلة بأن نمط التغذية له دخل كبير في ظهور أعراض المشاكل صحية التي يعاني منها هؤلاء العمال و جميعها لها علاقة بعملية الأيض.إلى جانب تسجيل زيادة وزن أعداد متزايدة من العمال و معاناتهم من السمنة التي تهدد غير المرضى منهم بالاصابة بالسكري في 80 بالمائة من الحالات، خاصة ضمن فئة ذوي البطن المنتفخة البارزة. و أشار الأستاذ الباحث مخانشة الذي قدم مؤخرا مداخلة حول هذه الدراسات خلال فعاليات قافلة "افاريش" الأوروبية للمقولاتية و تثمين البحث العلمي بجامعة منتوري ،بأن التقييم النهائي لنتائج التكوين و الأبحاث الجارية بشركة انافور سيكون في سنة 2014 ،و في انتظار ذلك تتضافر جهود الباحثين من أجل تحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية الشراكة بين مخبر الغذاء و التغذي و الصحة الذي يعمل به إلى جانب التدريس بالجامعة و الشركة المذكورة. و المؤكد أنه ليس من السهل تعليم طاقم الشركة من أطباء و مشرفين على الفندقة و الاطعام ،كيفية إقناع الموظفين بتغيير الوجبات الثقيلة و الدسمة التي تعودوا على تناولها منذ سنوات سواء من حيث الكمية أو النوعية و الالتزام بحميات غذائية صحية تتناسب مع وضعهم الصحي و حثهم على ممارسة تمارين رياضية لحرق الدهون و نسب السكر الزائدة بالنسبة لمرضى السكري. و من ثمة مراقبة و متابعة كل حالة إلى أن تتحسن و تغير سلوكاتها و تصرفاتها و نمط حياتها غير الصحي لكن الجميع يرفعون التحدي من أجل مصلحة العمال مهنيا و اجتماعيا و صحيا.