أخيرا وبعد طول انتظار، تحقق حلم سكان مدينة ايليزي، بأن ينعموا بماء صاف يصب من الحنفيات، عوض المياه الممزوجة باللون الأحمر التي كانت كابوسا يؤرقهم وتلازم جميع البيوت، حيث دخلت محطة تصفية المياه الصالحة للشرب، حيز التشغيل مساء أول أمس بصفة رسمية، تحت إشراف الوالي. الوالي الذي زار هذه المحطة، اطلع على أول عينة من الماء الصافي، وذلك مثلما وعد خلال دورة المجلس الولائي، عندما تعهد بأن تشغيل المحطة سيكون يوم 15 ماي. كما عاين الوالي رفقة نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، سير العمل بهذه المحطة، التي تزود الحنفيات بالمياه على غرار أحد المنازل بحي الرمال، وهو الحي المجاور للمحطة، أين تم فعلا التأكد من وجود ماء صاف في الحنفيات، حيث استفاد حي الرمال وحي 165 من التزود بالماء الصافي، كمرحلة أولية على أن تعمم على باقي أحياء المدينة، قبل نهاية هذا الأسبوع، مثلما أكده والي الولاية، الذي أضاف في تصريحات إعلامية، بأنه كان قد وعد المواطنين خلال شهر نوفمبر، بأن المحطة ستكون جاهزة شهر أفريل، ولكن ولأسباب قاهرة فقد تأخرت للشهر الموالي، مضيفا بأنه لأسباب تقنية سيكون وضع الخدمة للأحياء بالتدريج، من أجل أن يستفيد السكان من الماء الصافي الخالي من الشوائب والحديد، وأضاف بأن هناك عملا كبيرا ينتظرهم بالضواحي، وذلك بكل من تين تورهة وتاكبالت وتين نمري، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لحل مشكلة الماء بهذه المناطق، والتكفل بمشكل نقص المياه الصالحة للشرب لسكان المناطق البعيدة، مقدما مثالا بقرية طارات، والتي يتم التفكير في انجاز محطة لنزع الكبريت عن مياه المنطقة، بداية بالدراسة، ثم الإنجاز. وفي رده عن سؤال الشروق حول مدى فاعلية قنوات شبكة المياه بمدينة ايليزي، في عدم تلويث الماء، وإمكانية تجديدها، أكد الوالي بأن المعلومات التي يملكها حول حالة هذه القنوات، هي جد ايجابية وصالحة، ولا تحوي ترسبات من كالسيوم أو الشوائب الأخرى الصعبة الإزالة، وهو ما تأكد منه خلال تنقله للمنزل لتجربة الماء الصافي، منوها بأن على السكان أن يتفهموا في البداية، بأن المياه الصافية، ستقوم بتنقية القنوات، على أن تكون المياه صافية من الحنفيات بعد يوم أو يومين فقط، وذلك في انتظار أن تستفيد ولاية ايليزي من محطة مماثلة في منطقة أخرى. .. محطة التصفية الوحيدة إفريقيا من حيث مبدأ العمل مشروع انجاز هذا المحطة، وصف بمشروع القرن بالنظر إلى أهميته لسكان المدينة، بحيث تعتبر المحطة الوحيدة على مستوى إفريقيا من حيث مبدأ العمل، وهي الاعتماد على تهوية الماء وتمريره بتفاعلات كيميائية، وقد أوضح رئيس مكتب الدراسات للشروق، مراحل العمل بهذه المحطة، بحيث أبرز بأن مشكلة الماء بمدينة ايليزي، هي نسبة الحديد المرتفعة، والتي تفوق المعدل المسموح به لدى منظمة الصحة العالمية، وهو 0.3 ملغ/ل، وبعد معالجة المياه بالمحطة، فإن النسبة أصبحت أفضل من معدل منظمة الصحة العالمية، المسموح للحديد المذاب وذلك ب0.1 ملغ/ل، وهو ما يعتبر جد إيجابي في عمل المحطة، حيث يمر الماء فيها بثلاث مراحل، الأولى وهي التهوية الطبيعية في أبراج التهوية، أين يطلق الماء في الهواء، ثم مرحلة أحواض الترسيب، والتي تتم فيها التهوية الصناعية عن طريق ضخ الهواء، لتكون أكسدة الحديد قابلة للتفاعل، ثم الترسيب، وفي المرحلة الأخيرة يتم تمرير الماء إلى أحواض التصفية النهائية، والتي يمر فيها الماء عبر الحصى لتصفيته، ليتم بعدها تمرير الماء مباشرة إلى الخزان، حيث تحوي المحطة خزانين بسعة 2000 متر مكعب، فيما تبلغ طاقة المحطة 10 آلاف متر مكعب في اليوم. وجاءت عملية انجاز المحطة، التي استفادت منها ولاية ايليزي، بعد الزيارة التاريخية لعبد المالك سلال لولاية ايليزي، حيث انطلقت الأشغال في شهر أوت من سنة 2013، أين رصد لها غلاف مالي قدره 120 مليار سنتيم.