الخبيرة باولا مونتيسني أكدت الخبيرة والباحثة الايطالية في شؤون الجريمة المنظمة، باولا مونتيسني، »للشروق اليومي«، أن »الهجرة غير الشرعية تعتبر الشكل الأكثر خطورة للجريمة المنظمة في الوقت الحالي«، إلى الدرجة التي اعترفت فيها المتحدثة أن »الاتحاد الأوروبي يجد صعوبة كبيرة في تسيير الملف أو حتى اقتراح حلول له«. * وقالت باولا مونتيسيني »للشروق«، على هامش ورشة العمل التي نظمها معهد الأهرام الاقليمي للصحافة بالقاهرة حول ظاهرة الحراقة، إن »هؤلاء انخرطوا بشكل كبير ومعظمهم مضطرين في شبكات المخدرات الدولية وأيضا النصب والاحتيال بسبب غياب تعامل جدي من طرف الاتحاد الأوروبي بشؤونهم والعمل على إيجاد حلول لهم«، في الوقت الذي أكدت فيه باولا مونتسيني، التي نشرت عدة دراسات بهذا الخصوص في الصحافة الغربية، أن الاتحاد الأوروبي وضع في أجندته للتعاون مع دول شمال افريقيا مسألة الهجرة غير الشرعية في مقدمة أولوياته، وهو السبب الذي أدى أيضا للتفكير في إيجاد صيغ جديدة للتعاون مثل الاتحاد من أجل المتوسط. * من جهته، قال الصحافي الفرنسي، سيرج دانيال، في السياق ذاته، إنّ »أوروبا وشمال افريقيا باتتا تدركان أن ظاهرة الحراقة ليس لها حل عاجل أو سريع، طالما أن إغلاق كل طريق أصبح يعني فتح طرق جديد»، مؤكدا »أن الشبكات التي تقف وراء المهاجرين غير الشرعيين تكسب أرباحا خيالية ليست مستعدة لفقدانها«. كما بين سيرج دانيال في إجابة عن سؤال للشروق اليومي، »أن الطرق الأكثر صعوبة للحراقة هي تلك التي تنطلق من ليبيا باتجاه إيطاليا«، علما أن »أكثر خطوط الهجرة تغيّرت بسبب الضغوط الأمنية والمراقبة الأوربية الشديدة والمتزايدة«. * من جهته، قال مايكل ريان، المستشار ببعثة الاتحاد الأوروبي في العاصمة المصرية القاهرة، إن على الحراقة أن يدركوا تماما أن »أوربا لن تهديهم أحلاما وردية بمجرد وصولهم«، مبيّنا أن اللجوء للحل الأمني انعكس سلبا على التعامل مع الملف. وأوضح في السياق ذاته أن »إطلاق النار على زوارق المهاجرين تحولت إلى ضرورة حتمية ولم تكن أبدا خيارا ولكنها في الوقت ذاته ماتزال تشكل آخر الحلول المطروحة لوقف زحف الحراقة«. ورفض مايكل ريان الخوض في بقية الإشكاليات المتعلقة بالتعامل مع المقبوض عليهم أو المحولين لمراكز الحجز التي يسميها البعض مراكز إيواء، وهو الواقع الذي كان عدد كبير من الحراقة الجزائريين قد كشفوا أنه واقع مرير وأسود، لكن شهادات بعض الحراقة المصريين الذين تكلموا مع الشروق اليومي كشفت أن تعامل أجهزة الأمن العربية، وخصوصا ليبيا باعتبارها منطقة عبور للمصريين، تعد أكثر سوادا من تعامل الايطاليين والاسبان، حتى أن المهاجر المقبوض عليه محمد الصوفي، وهو كهل في الأربعين من العمر ويقطن بناحية الفيوم الفلاحية، قال إنه وجد تعاملا طيّبا من الايطاليين في الوقت الذي عاملته أجهزة الأمن الليبية بكثير من الإهانة والقسوة.