أوضح السيد آلان غراش المدير المساعد لجريدة »لوموند دبلوماتيك« في الندوة التي نشطها أول أمس، رفقة الصحافية الايطالية باولا كاريدي والكاتب المترجم الفلسطيني حسن بلوي والصحفي ب"لوموند دبلوماتيك" سباستيان بوسو"والتي كانت تحت عنوان" القدسفلسطين الراهن والآفاق" بالصالون الدولي للكتاب،أنه من الغريب حقا أن تسكت أوروبا والعالم العربي عمّا يحدث في فلسطين وبالأخص بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، مناديا بالتحرك لأجل الفلسطينيين الذين يعيشون حياة عسيرة جدا. غراش أكد أن قضية الشرق الأوسط وبالضبط القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة إلى درجة يصعب إيجاد حل لها، مستطردا قوله أن الحل الوحيد لهذه القضية قد يتمثل في إنشاء دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة ولكن هذا أمر صعب جدا، بالمقابل إسرائيل لا يمكن لها أن تستمر في نظام الأبرتايد الذي تتبعه لأن ذلك يجعلها تحت التنديد الدولي. وماذا عن الحل الذي ينص على إنشاء دولتين؟ يجيب غراش انه صعب جدا أيضا بفعل الجدار العازل وطبيعة شبكة المواصلات هناك. أما عن الموقف الأمريكي من القضية، فيقول المتحدث أن اوباما رئيس أمريكي وسيبحث في الدرجة الأولى عن مصلحة بلده. وفي هذا السياق، أوضح غراش أن اهتمام أمريكا بالقضية الفلسطينية يعود إلى كون هذه المنطقة مهمة من حيث الرمزيات فقط، فهي لا تحتوي على البترول كما أنها لا تضم قوات عسكرية أمريكية عكس العراق وافغانستان. غراش قال أن الوضع في الشرق الأوسط في غاية الصعوبة، من خلال حكومة إسرائيلية تريد التفاوض من أجل التفاوض فقط وتتحدث عن السلم ولا تريد السلم، مستأنفا قوله أن العالم العربي يمكن له أن يؤثر بفعالية على إسرائيل. من جهته، قال الكاتب المترجم الفلسطيني حسن بلوي، أن إسرائيل ترفض إنشاء دولتين منفصلتين، فكيف لها أن تقبل بتأسيس دولة واحدة؟ مضيفا أن القدس ليست قضية فلسطينية وحسب بل هي أيضا قضية عربية إسلامية، بل تمس الإنسانية جمعاء. وفي هذا الصدد، أكد المتحدث أن القدس ليست قضية دينية فحسب بل سياسية أيضا، بالمقابل تحدث عن ضغط إسرائيل المتواصل على أمريكا ونجاحها في ذلك، مشيرا أن هذه الأخيرة تريد أن تدفع الفلسطينيين إلى القيام بالانتفاضة الثالثة لكي تزيد من التقتيل وتهرب من الضغوطات الدولية. بلوي لم يضع كل اللوم على إسرائيل فقط بل على القيادة الفلسطينية أيضا وبالأخص على الانشقاق الكبير بين حركتيّ فتح وحماس، والذي اعتبره بحق النكبة الثانية لفلسطين ولكنه عاد وأكد دور إسرائيل في تحطيم القيادة الفلسطينية من خلال الاغتيالات المستهدفة، مضيفا أن إسرائيل تصبو اليوم إلى الاغتيالات السياسية من خلال العمل على فقدان مصداقية الرئيس عباس حتى تبرر رفضها بالتفاوض إلى عدم وجود من تتفاوض معه. وحذر بلوي مما تفعله إسرائيل في هذا السياق حيث سيؤدي هذا إلى اختفاء القادة السياسيين وظهور مجموعات جديدة متحررة تتحرك باسم الدين وهذا سيشكل خطرا على المنطقة والعالم أيضا. أما الصحافية الايطالية باولا كاريدي، المقيمة بالقدس، فقد ركزت على غياب قيادة فلسطينية بالمنطقة بعد استشهاد الشيخ ياسين وكذا وفاة ياسر عرفات علاوة على الصراع بين حركتيّ فتح وحماس، والذي سبب الكثير من الصراعات في هذا الفضاء وعمل على تشتت الفلسطينيين الذين أصبحوا يحسون أنهم بدون قيادة يسيرون خلفها. وفي هذا الصدد، اعتبرت باولا أن غياب القيادة الفلسطينية على الساحة السياسية أدى إلى فقدان النظرة السياسية الفلسطينية السديدة للوضع، وبالتالي أصبح الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم منعزلين أكثر عن العالم ولكن هذا لم يمنعهم من حماية المسجد الأقصى بطريقة سلمية. وأشارت باولا أن القضية الفلسطينية تحولت إلى قضية من قضايا المصلحة العليا للولايات المتحدةالأمريكية، مستطردة في قولها ظهور لوبي يهودي جديد "جيستريت" في أمريكا والذي يندد بلا ستيطان الإسرائيلي عكس "ليباك"الذي يعد من أهم لوبيات اليهودية المؤثرة في دولة اوباما. بالمقابل أكد سيباستيان بوسو، الصحفي بجريدة لوموند دبلوماتيك، أن تهويد القدس المتواصل، رغم أنها منطقة عيّنت من طرف الأممالمتحدة سنة 1949 كمنطقة دولية إلا أن إسرائيل اخترقت ذلك عندما جعلت من القدس عاصمة لها. وتطرق سيباستيان إلى مراحل تهويد القدس وكذا إلى معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة، والذين أصبحوا يشكلون نسبة قليلة جدا مقارنة بالإسرائيليين، علاوة على كل الظلم الذي يعانون منه، مثل حصول كل فرد منهم على 600 شيكل بينما يتحصل الإسرائيلي على 1300 شيكل. أما عن الجدار العازل، فقال سيباستيان أن هذا الجدار سبب العديد من المشاكل ومن أهمها: فقدان العمل بالنسبة للفلسطينيين وكذا إحداث القطيعة بين الأهل الذين يعيشون بين ضفتي الجدار.