دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول التراث، الذي اختتم قبل يومين بمدينة الوادي، إلى تبني إستراتيجية وطنية، في مجال الإعلام السياحي، وذلك بغية زيادة الترويح، للتراث الثقافي المادي الضخم، الذي تزخر به كل مناطق الجزائر، وبالتالي الرفع الكمي من عدد السياح الذين يقصدون الوطن. وخلال آخر أيام الملتقى، دعا عديد المتدخلين، من باحثين، وأساتذة جامعيين في والتي كان محورها، "الأبعاد الاقتصادية لترميم وحفظ المعالم الأثرية، والمواقع التاريخية في الجزائر" فإن وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية أصبحت ملزمة بإعداد مخطط إستراتيجي، يتمثل في إنشاء خلايا اتصال ولائية، مهمتها الترويج السياحي للمعالم الأثرية والمواقع التاريخية". وأشار الحاضرون خلال توصيات هذا الملتقى، الذي اختير له شعار، التراث الثقافي ...قيمة اقتصادية، أن التفكير في وضع هذا المخطط أصبح "ضرورة ملحة" نظرا لأهمية هذه الخلايا في المساعدة على بروز استثمار سياحي، من شأنه أن يقدم إضافة إلى التنمية الاقتصادية. وأوضح أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة بسكرة مصطفى حفصي، بأنه لا يمكن تجسيد استثمار حقيقي في التراث الثقافي المادي، يكون مساهما في التنمية الاقتصادية، إلا من خلال وجوب استحضار التراث الثقافي اللامادي، والمتمثل أساسا في تنمية المهارات الفنية الحرفية، لاسيما في الصناعات التقليدية، وغيرها "لأنهما وجهان لعملة واحدة". وفي السياق ذاته، أوضحت آمنة كحيلي، وهي موظفة بمصلحة التراث بمديرية الثقافة بولاية الوادي، أنه "يتعين تأهيل إطارات من خريجي الجامعات في مجال الإعلام السياحي، حتى تكون قادرة على تجسيد مشروع الاستثمار السياحي، في المعالم الأثرية والمواقع التاريخية". وأشارت في ذات السياق إلى إلزامية استفادتهم من دورات تكوينية وتدريبية، تؤهلهم لأداء مهمة "الترويج السياحي". وتطرق المشاركون في هذا الملتقى الوطني، الذي احتضنته دار الثقافة محمد الأمين لعمودي بالشط، وعلى مدار يومين من أساتذة جامعيين وباحثين، ومهتمين بموضوع التراث الثقافي المادي ضمن مداخلات علمية متخصصة، عدة محاور تتعلق بالبحث التاريخي حول المعالم والمواقع التاريخية، والبحوث والدراسات المعمارية وتقنيات حفظ وترميم المواقع، والمعالم التاريخية وإعداد المخططات الدائمة لحفظ وإصلاح القطاعات المحفوظة. كما تم التطرق أيضا دور الإعلام، في توعية المجتمع بأهمية المعالم الأثرية، والمواقع التاريخية وسبل الاستثمار في المعالم الأثرية، والمواقع التاريخية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية.