ملتقى حول "المرجعية المعمارية والتاريخية للقصور القديمة" خطوة جديدة لحماية معالم الجزائر من الانهيار والاندثار م. ط/ وأج انطلقت أشغال ملتقى حول "المرجعية المعمارية والتاريخية للقصور الصحراوية لولاية النعامة" بالنعامة يوم الثلاثاء، بمشاركة باحثين جامعيين وجمعيات محلية لحماية التراث والمخطوطات، هذا الملتقى يعد بمثابة خطوة جديدة لحماية معالم الجزائر من الانهيار والاندثار. ويهدف تنظيم هذا اللقاء الذي يندرج في إطار إحياء شهر التراث إلى البحث في الجوانب التاريخية والخصوصيات السياحية والثقافية لقصور ولاية النعامة وكذا الخطوات والإجراءات المنتهجة للحفاظ على هذه المعالم الأثرية وجردها وترميمها وحمايتها من الإندثار-كما أوضح رئيس لجنة تنظيم الملتقى الدكتور سيدي محمد الغوثي بن سنوسي. وفي مداخلة افتتاحية له أبرز الباحث عيسى قوراري من جامعة معسكر أهمية تصنيف القصور القديمة للولاية (صفيصيفة ومغرار التحتاني وعسلة وتيوت وأولاد سيدي بوتخيل) والتي يعود تشييدها إلى الفترة الممتدة بين القرنين 12 و15 مشيرا الى ضرورة استفادتها من مخططات للحماية والتصنيف كممتلكات تراثية وطنية. وأشار نفس المحاضر أن القصور كظاهرة معمارية يتميز بها أقصى الجنوبالجزائري "تعكس عمق تاريخ المنطقة عبر القرون" و"مدى قدرة الإنسان على التأقلم". وهي اليوم عرضة "للتآكل والإنهيار" مما "سيغيب ويخفي أجزاء هامة من تلك المواقع المعمارية العريقة التي تشكل تراثا ثقافيا وطنيا يرمز إلى جانب من الحياة الإجتماعية للسكان". من جهته شدد الأستاذ مبخوت بودواية من معهد علم الآثار بتلمسان على الأهمية التاريخية لقصر مغرار التحتاني (جنوب ولاية النعامة ) الذي يحتوي على مادة توثيقية هامة (نحو 33 مخطوطا قديما عثر عليه في خزانة مسجد القصر). وتخص هذه المخطوطات "وصايا الشيخ بوعمامة ومخطوطاته" في علوم الدين ومعارف الفقه والتفسير ووثائق "نادرة" تؤرخ "لمختلف المراحل التاريخية التي شهدتها المنطقة لتعطيل توغل ونفوذ المستعمر الفرنسي نحو الصحراء الكبرى". وقد أطلقت عدة مشاريع منذ سنة 1998 إلى غاية بداية السنة الحالية لترميم القصور القديمة والمعالم الأثرية للولاية وصيانة البعض منها والتي إسترجعت بعض ملامحها "إلا أن أجزاء كثيرة منها تعرضت للإندثار" جراء العوامل الطبيعية وهجرتها من طرف سكانها الأصليين وهو الأمر الذي تأسف له الأستاذ حيموني بشير من جامعة بشار. وتطرق الأستاذ حيموني إلى "غياب آليات حقيقية" لتفعيل النشاط السياحي الصحراوي بالمنطقة وجعل القصور القديمة والمناطق الخلابة المحادية لها مواقع جذب للزوار ومحل اهتمام طلبة الجامعات والباحثين مبينا أن البحوث التاريخية تبقى قليلة حول مناطق القصور الصحراوية بجنوب الولاية. واقترح في هذا الصدد أنه بالإمكان "تعويض المباني القديمة المنهارة والمختفية بإنجاز تجمعات سكانية على الطريقة التقليدية" مع الأخذ بعين الإعتبار الهندسة المعمارية المحلية للحفاظ على خصوصية المنطقة الصحراوية. وبدوره شخص الباحث طلحة بشير من جامعة الأغواط قصور سيدي بوتخيل وتيوت ومغرار وقلعة الشيخ بوعمامة وصفيصيفة والتي شيدها العرب والبربر. واعتبر أن هذه القصور تمثل "نتاجا حضاريا" لمفهوم المدينة الإسلامية لإكتسابها نمطا عمرانيا نلمسه في تلاحم خلايا العائلات الأصلية التقليدية المتعاقبة المستعملة لهذا النسيج العمراني المتكون من طرقات ضيقة تتفرع عنها عدة ممرات تنتهي بمنازل متواضعة.