مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، يزداد الخوف والهلع لدى سكان الكثير من أحياء بلديات تقرت الكبرى من التسمم العقربي، خاصة بوجود وتوفر عوامل خصبة لاستقطاب هذه الحشرة السامة التي تلاحق الآلاف من المواطنين سنويا بالمنطقة. أصبح كابوس لسعات العقارب يثير هلع السكان بعاصمة وادي ريغ "تقرت" بالنظر إلى حجم الخردوات المنتشرة بأرجاء الحي، خاصة عند واجهة المنازل من هياكل السيارات والشاحنات بالإضافة إلى مخلفات مواد البناء من حجارة ورمال. ففي حي ذراع البارود ببلدية النزلة، حيث يساهم السوق اليومي في استقطاب هذه الحشرة من خلال مخلفات تجار الخضر والفواكه، كما يوجد حي المستقبل الجنوبي بالقرب من الثانوية الجديدة ببلدية تقرت في نفس الوضعية بالإضافة إلى أنه غارق في ظلام دامس، ما يهدد السكان بلسعات العقارب والاعتداءات الجسدية. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على حي سيدي بوعزيز وبني أسود وحي 5 جويلية ببلدية الزاوية العابدية. كما أن مدخل بلدية الزاوية العابدية من الطريق الوطني رقم 3 يوجد في وضعية خطيرة لانعدام الإنارة العمومية وتوجد مخلفات البناء على حواف الطريق بالمقربة من السكة الحديدية. أما أكثر التجمعات السكنية المهددة بلسعات العقارب بتقرت فهي القرى والأرياف كسيدي مهدي وغمرة وقوق والهرهيرة ومقر المقاطعة الإدارية تقرت، لتوفر عديد العوامل والنقاط السوادء. وهو ما حذّر منه الأخصائيون في اليوم الدراسي المنظم من طرف المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، منتصف شهر أفريل المنصرم، التي رفعت تقارير إلى الجهات الوصية لحث الجماعات المحلية على الحرص على نقاء البيئة ونظافة المحيط وتشجيع الجمعيات المهتمة بجمع العقارب وتكوينها، بالإضافة إلى القيام بحملات تحسيسية للمواطنين للتكفل السريع بضحايا اللسعات وكيفية التعامل معها. ويذكر أن آخر الإحصائيات التي أعلنت عنها مديرية الوقاية في وزارة الصحة، تسجيل نحو 47 ألف حالة تسمم عقربي في الجزائر في عام 2015. وأشارت الدراسة إلى أن إصابات التسمم العقرب وقعت 90 بالمائة منها في أحياء فقيرة مهمشة أو مناطق ريفية. كما احتلت ولاية ورقلة المرتبة الأولى وطنيا بتسجيل 3 حالات وفاة و2866 حالة تسمم في نفس السنة. وجاءت في هرم الولايات التي سجلت أرقاما مقلقة في التسمم العقربي ورقلة والوادي وتمنراست وبشار وتندوف وإليزي وأدرار. وكشفت الدراسة أن عدد حالات التسمم العقربي ارتفع في الجزائر في السنوات الأخيرة، إلاّ أن عدد الوفيات انخفض، حيث تم تسجيل 38 حالة وفاة في عام 2015 نصفها في الولايات السبع المذكورة، وأغلبها لأطفال تقل سنهم عن 5 سنوات.