"كل فرد يتجاوز عشرين سنة يفقد بصره" هي حقيقة مُرّة باتت ترعب وتؤرّق جميع أفراد عائلة "ب. ه" القاطنة بحي 700 مسكن ببن طلحة بعدما أصيب الابن الأكبر "مالك 25 سنة" بالعمى، وفقدت شهرة 17 سنة نصف بصرها بعدما فشلت عملية جراحية أجرتها بمستشفى بارني في علاج ضعف البصر الذي كانت تعاني منه عينها اليمنى. * وما زاد الأمر سوءا أن العملية التي أجرتها كانت كارثة حقيقية على عينها التي تعطّلت وظيفتها وباتت لا تبصر، وتخشى شهرة أن يكون مصيرها مماثلا لمصير شقيقيها، خاصة وأن العدوى بدأت تأخذ مجراها في العين الثانية. * حال شهرة لا يختلف كثيرا عن حال شقيقتها سعاد، 21 سنة، التي فقدت هي الأخرى نصف بصرها وباتت تنظر بعين واحدة، لكن ليس بشكل جيد، فالعدوى هي الأخرى بدأت تنتقل إلى العين السليمة لتمنعها من البصر نهائيا مثلما حدث مع أختها الكبرى التي فقدت بصرها ببلوغها سن الرابعة والعشرين سنة، وفي زيارة قادت "الشروق اليومي" للعائلة اطّلعت على أوضاعها المزرية، خاصة بعد وفاة ربّ الأسرة الذي كان هو الآخر يعاني من العمى، لتجد الأسرة نفسها بلا معيل. * وفي حديثنا مع الأم، أكدت أن مرض فقدان البصر الذي يلازم العائلة هو وراثي، لكنه نسبي؛ أي تأثيراته تختلف من شخص لآخر، لكن تأثيراته السلبية تأخذ مجراها الفعلي بمرور السنوات، خاصة في العشرين حيث تبدأ عروق العين بالتعب وتتسبب في تعطيل عمل شبكية العينين، وقد اختلف رأي الأطباء في المرض -حسب الأم- فمنهم من أكد أن علاجه يتطلب تقنيات متطورة غير موجودة في الجزائر، مما يتطلب العلاج بالخارج، في حين اعتبر آخرون أن المرض لا يعالج لأنه وراثي. * وبين هذا وذاك، تبقى وضعية العائلة تتأزّم وتزداد سوءا، خاصة بعدما حرم جميع أفرادها من الدراسة، إلا الطفل الصغير الذي يبصر بشكل جيد، لكن التخوفات من فقدان البصر تراوده مثلما حصل لإخوته الأربعة الذين كانوا يبصرون بشكل سليم في صغرهم لكن الكبر حمل لهم العديد من المفاجئات المرعبة، خاصة إذا تعلق الأمر بفقدان نعمة البصر. * ولا معيل للأسرة إلا الأم التي تعمل كمنظفة بإحدى المؤسسات، في حين أن الجميع بحاجة ماسة إلى عملية جراحية لاستعادة البصر لا يمكن أن تنجز داخل الوطن، فهل من مغيث لهذه الأسرة؟