كان عمره لا يتجاوز الثانية عشرة في رحلة مشؤومة الى عاصمة ولاية عنابة لإجراء مسابقة طلابية ومن ذلك اليوم وعينه اليمنى لا تبارحها الآلام الى درجة أصيبت ببياض. ومع الوقت وتهاون العائلة التي لم يكن بوسعها معالجته بالقدر الكافي، أصيبت عينه اليسرى بالعدوى وإصابة مماثلة مما جعل رؤيته تتناقص ولم يبق له سوى بصيص من الأمل لرؤية الأشياء، إلا أنه لم يفقد كل شيء فقد تحصل على البكالوريا وأكمل دراسته الجامعية بجامعة عمار ثليجي بالأغواط وتخرج أستاذا في اللغة الإنجليزية ثم مهندس دولة في الكهرباء حيث التحق بالتعليم كمدرس لمدة 3 سنوات وتزوج وأنجب بنتين مارية وحليمة وهو ابن 30 سنة ليغادر بعدها الوطن نحو الجارة تونس في رحلة ميؤوسة لإجراء عملية جراحية بأكثر من 20 مليون سنتيم، إلا أنها لم تكن ناجحة وكلفته فقدان بصره إثر خطأ طبي. ولدى اكتشاف عدم الشفاء وفقدان حبيبتيه، أصر على الاتصال بالدكتور المعالج، إلا أنه عاد أدراجه خائبا بعدما طرده ولم يعترف به وهو الذي أوهمه بنسبة شفاء 100٪. لم تتوقف مسيرة هذا الشاب لإيمانه بالله، فقد أجرى عدة اتصالات مع أخصائيين بالجزائر وأجرى عملية جراحية لزرع القرنية ومباشرة بعدها وعلى إثر ألم لحق به أجرى عملية ثانية إلا أن هذه المرة كانت بسبب الفشل الكلوي وفي آخر زيارة له للعاصمة طبعا بمرافقيه من العائلة لعدم قدرته على النظر والحركة وقد أصيب أيضا بإحباط نفسي أدى به إلى فقدان الوعي والشلل، ليتبيّن أن أسباب إصابة العينين ثلاث حبات داخل الدماغ كانت وراء إصابته بالعمى في حين يجب إجراء أربع عمليات متتالية وكل عملية ب 25 مليون سنتيم لتجاوز إعاقته. ليبقى الشاب عاجزا وأهله ناقمين على المسار الطبي الذي ألحق أضرارا بهم وبولدهم. وفي سياق متصل يبقى الشاب يراوده طموح في هذا البصيص من الأمل لإعادة النور الى حبيبتيه، طالبا يد المساعدة والالتفاتة إليه مناشدا وزير التضامن ووزير الصحة والأطباء لإسعافه وإعادة النور الى عينيه.