قال محمد علوش كبير المفاوضين في المعارضة السورية، الأحد، إنه استقال من ذلك المنصب، بسبب فشل مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف في تحقيق تسوية سلمية وتخفيف الضغوط على السوريين الذين يعيشون في مناطق تحت الحصار. وقال علوش وهو ممثل جماعة جيش الإسلام في الهيئة العليا للتفاوض ومقرها السعودية في بيان، إن محادثات السلام أخفقت أيضاً في ضمان الإفراج عن آلاف المعتقلين أو حث سوريا على التحرك باتجاه انتقال سياسي لا يشمل الرئيس السوري بشار الأسد. ولم تحدد الأطراف التي تدعمها الأممالمتحدة موعداً لاستئناف محادثات السلام، بعدما أوقفت الهيئة العليا للتفاوض مشاركتها لحين تغير الوضع على الأرض بصورة جذرية. وقال علوش أيضاً، إنه بدون تلبية مطالب المعارضة، فإن محادثات السلام مضيعة للوقت. وأضاف أنه لا يتوقع استئناف محادثات السلام مادامت الحكومة السورية متعنتة وغير مستعدة لدخول مفاوضات جادة. ولا تعترف الحكومة السورية بحق الهيئة العليا للتفاوض في التحدث باسم المعارضة وتصر على أنها أداة للقوى الأجنبية التي تسعى لإسقاط الأسد ووصفت علوش نفسه بأنه إرهابي. وقوبلت الاستقالة في اجتماع عُقد في العاصمة السعودية الرياض برئاسة رياض حجاب كبير منسقي الهيئة العليا للتفاوض لتقييم مفاوضات السلام. من ناحية أخرى، دعت المعارضة السورية الموجودة في تركيا والمرتبطة بالهيئة العليا للتفاوض جهات الدعم الخارجية إلى زيادة الدعم العسكري لجماعات الجيش السوري الحر. وقالت إن مثل هذا الدعم سيسمح لمقاتلي الجيش السوري الحر باستعادة مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا. وانتقدت المعارضة تسليح وتدريب تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولاياتالمتحدة والذي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عنصره الأساسي لانتهاجه أجندة منفصلة. وبمساعدة القوات الخاصة الأمريكية شن التحالف مع جماعات قبلية عربية هجوماً الأسبوع الماضي شمالي مدينة الرقة بهدف السيطرة عليها. وسيطرت على سلسلة من القرى حول عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد نحو 60 كيلومتراً غربي مدينة الرقة. وقال رئيس وفد المعارضة السورية الرئيسية أسعد الزعبي لمحطة تلفزيون الحدث، إنه يرغب بدوره في أن يتم إعفاؤه من منصبه في الهيئة العليا للتفاوض، لكنه لم يؤكد اتخاذه قراراً مماثلاً لقرار علوش. وقال مصدر في المعارضة، إن الزعبي عُزل في تعديل لفريق الهيئة العليا للمفاوضات الذي يشمل فصائل عسكرية وتجمعات سياسية. وقال الزعبي، إنه لم تجر محادثات سلام حقيقية بعد مضي أربعة شهور على استئناف أحدث مفاوضات للسلام في جنيف. ولم تكن هناك أي استجابة لمناشدات المعارضة كي تؤدي عملية السلام التي تدعمها الأممالمتحدة للضغط على السلطات السورية من أجل السماح بمرور معونات إنسانية إلى المناطق المحاصرة. وعلقت المعارضة السورية في أفريل مشاركتها الرسمية في محادثات السلام احتجاجاً على هجمات للجيش السوري تقول إنها تعني انهياراً فعلياً لوقف إطلاق النار. غير أن المعارضة تتعرض لضغوط كي لا تنسحب من العملية برمتها.